السؤال
ما الفرق بين التورية والكذب ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالتورية لغة: مصدر وًّرى الشيء يوريه تورية أخفاه وستره. وهي في الاصطلاح: أن يتكلم المتكلم بكلام له معنى ظاهر متبادر للسامع، وله معنى آخر خفي. ومقصود المتكلم هو هذا المعنى الخفي، إلا أنه ورّاه وأخفاه بذلك المعنى الظاهر المتبادر. ويلجأ المتكلم عادة لهذا الأسلوب إذا كان لا يريد الإخبار بالحقيقة لسبب ما، ولا يرضى بالوقوع في الكذب.
من أمثلة ذلك" ما رأيت زيداً " فهذه الجملة تدل على معنى ظاهر متبادر وهو نفي رؤيتك لزيد، وتحمل معنى آخر خفياً وهو نفي أن تكون قد أصبت رِئة زيد، سألك أحد هل رأيت زيداً؟ وكنت قد رأيته إلا أنك لا تريد أن تخبر بذلك إما لخوفك على زيد من ذلك الشخص، وإما لسبب آخر، ولا ترضى لنفسك الوقوع في الكذب فتوري قائلاً " ما رأيته " فيفهم السامع المعنى المتبادر، وأنت تقصد المعنى الخفي.
والتورية في الأصل غير مذمومة من الناحية الشرعية إلا إذا توصل بها إلى إحقاق باطل أو إبطال حق أو نحو ذلك.
أما الكذب فهو الإخبار بالشيء على خلاف الواقع.
وهو في الأصل محرم مذموم شرعاً وعادة، ولا يجوز الإقدام عليه إلا لضرورة لا يمكن دفعها بغيره.
وبهذا التعريف لكل من التورية والكذب، ومعرفة الحكم الشرعي لكل واحد منهما تعرف الفرق بينهما.
والله أعلم
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني