السؤال
دائما ما أدعو الله أن لا يجعل قلبي متعلقا بأحد. لي صديقة منذ الطفولة ونحن معا دائما، وأعتبرها -وهي كذلك- كأنها أخت من أخواتي؛ لأنها ليس لديها أخوات. كثيرا ما أغار عليها عندما يبدأ الحديث بأننا كبرنا، وربما إحدانا سيتقدم لها الزوج الصالح، أشعر أنها عندما تتزوج أو تُخطب لأحدهم أنه سيأخذها من عالمي.
كثيرا ما أرى بين أخواتي عندما تزوجن أن أزواجهن يمنعهن من الخروج لصاحباتهن، ويغار عليهن، ويتحكم بهن. أتخيل أننا نفعل كل شيء سويا، ونهتم ببعض، ونجلس، ونتحدث، ونخرج، كل هذا سيُمنع.
لذلك أخاف كثيرا من هذه الفكرة، حتى أنني أدعو الله ألا نتزوج، أرى أننا إذا تزوجنا لن نظل صديقات مرتبطات كالآن، وليس الأمر بالهين، أشعر أن الغيرة تحرق قلبي، إذا حدثها أحد، أو إذا ذُكرت سيرة عريس يريد التقدم لخطبتها، وأظل أبكي كثيرا.
أعلم أنني على خطأ؛ لأن الزواج هو سُنة الحياة لي ولها، وسيحدث بالتأكيد حينما يشاء الله، ولكن أشعر أن الأمر ليس بيدي، قلبي ما يشعر بهذا ، أريد أن أتغير، أريد أن أكون طبيعية، وأنا مَن تدعو لها بالزوج الصالح.
حاولت التغير بأن أظل بعيدة عنها ما يقارب الأسبوع، وألا أحدثها إلا قليلا، والأمر هين طبيعي، ولكن حينما يتعلق الأمر بالزواج ينقلب كل شيء رأسا على عقب.
مع العلم أنه كانت تحدث أشياء سيئة بيننا قديما، لقد مارسنا الشذوذ، ونحن في سن المراهقة، ولكننا لم نكن نعلم الأمر في البداية، لقد كان هناك ران على القلوب، ولكن الله منّ علينا بالتوبة، ولم نعد لمثل هذا منذ زمان بعيد، وتغيرنا كثيرا، بعدها اقتربنا من الله أكثر، وبدأنا في حفظ القرآن معا، وارتدينا لباس أمهات المؤمنين، ونذهب لحضور الدروس معا. هل هذا له علاقة بما أشعر به الآن؟
وأسألكم الدعاء لنا بالهداية والغفران على هذا الذنب العظيم.
أريد الإفادة من فضلكم، وجزاكم الله خيرا.