السؤال
أعرف أشخاصًا غير مسلمين، ومنهم ملحدون، وأنا أدعو لهم جميعًا بالهداية، خصوصًا في الصلاة، وقيام الليل، وبعد الأذان، رغم أنه لا مصلحة لي بهدايتهم، ومعرفتي بهم سطحية، وبعضهم لا يعرفونني أساسًا، فهل يمكن أن يكون دعائي سببًا في هدايتهم، رغم أن هذا يبدو مستحيلًا، خصوصًا لمن لا يعرفونني؟ وقد قال تعالى: "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين"، فهل يجوز أن أدعو الله أن يجعلهم من المهتدين، أم إن هذا اعتراضًا على قضاء الله وقدره؟
أنا أعلم أن هناك ثلاثة أوجه يستجاب فيها الدعاء، فهل يجوز أن أطلب من الله أن يحقّق لي ما سألت، وليس أن يدفع شرًّا عني، أو يؤجّل الدعاء للآخرة؟ وفي الحديث الشريف عندما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن أوجه استجابة الدعاء، قال الصحابة: إذن نكثر -يا رسول الله-، فقال: "الله أكثر"، فهل معنى هذا أنني عندما أستمر بالدعاء فإنه سيؤجل للآخرة مرة، وسيستجاب مرة، أم إن صورة استجابته ستبقى واحدة؟
أنا لست مستعجلة على استجابة الدعاء، وموقنة أنه سيستجاب، لكني أشعر بالسوء تجاه أولئك الأشخاص، ولا أريدهم أن يدخلوا النار؛ لأنهم جيدون. وشكرًا جزيلًا لكم.