السؤال
عمري 21 عامًا، وأريد العمل في صيدلية، فأنا أحتاج العمل لأغراض اجتماعية، ومالية، ولاكتساب الخبرة، ورؤية الحياة العملية، خاصة أنني أشعر باكتئاب وضيق نفسي كثير بسبب انغلاقي، وأريد توسيع دائرة الحياة، لكني أحاول تنقية أماكن الصيدليات التي تعمل فيها نساء، أو على الأقل أكثرهنّ نساء؛ حتى أبتعد عن الفتنة بقدر المستطاع، علمًا أني أدرس في مجال الطب، ولا أبتعد عن مجال الصيدلة، بل قريبة منه، وأمّي ترفض الأمر، وأحيانًا توافق لكن في مكان معين، وهذا المكان فيه رجل فقط، وأنا لا أوافق من أجل هذا، وحجتها أن هذا الأمر عيب بالنسبة للفتاة، فهي تنظر إلى أن من يعملن قبل تخرجهنّ أنهنّ محتاجات، وسيسيء المسؤولون معاملتهنّ، وسينظرون إليهنّ نظرة دونية، ولأجل ذلك لم توافق إلا على مكان صديقتها، والذي يعمل فيه رجل، وأنا لا أريد ذلك، وقد تضررت لأن أمّي لا تقتنع، وأنا في حالة نفسية متألمة، وأريد تحقيق أحلامي ومشاريعي، ولا أريد عائقًا يوقفني، مع العلم أن أخي الأكبر مني أخبرها أنه ليس علينا الالتفات إلى أفكار المجتمع المتخلفة، وأن العمل إذا كان لا يخالف الشرع، فلا بأس بِه، لكنها لا تقتنع، إضافة إلى رفضها لمبدأ الراتب إن نزلت للعمل في الصيدلية، فلا تريدني أن آخذ مالًا مقابل عملي لنفس المبدأ وأنه للمحتاج، لا لأسرة على مستوى راق في مفهوم ومنظور أمّي، وهي صيدلانية، وأبي طبيب، وأنا لا أقتنع بهذا المبدأ أبدًا، وأبي مسافر عنا، فكيف أتعامل معها؟ وهل لي أخذ الراتب إن حدث ونزلت، وأخفي ذلك عنها، وإن علمت فأحاول التحايل عليها، رغم أني لا أعلم العواقب إن علمت أني خالفتها؛ لأنها من النوع الغضوب؟ وقد أصبحت أسأل الله الزواج من كثرة شعوري بأني لا أستطيع استثمار حياتي وأنا في بيت أهلي مع أمّي، مع حبي واحترامي لها، وأشعر بحجر شغفي بصورة أورثتني الاكتئاب، وأتخيل لو أن لي زوجًا ومنعني مثل ذلك لتركته. أليس للمرأة حق في الإبداع، واستثمار حياتها، ما دامت تحرص على حدود الدِّين؟ فهناك أفكار منغلقة عند بعض الناس، جعلت المرء يكره سلطة غيره عليه. أجيبوني -وفقكم الله-.