السؤال
لقد أعلمني الحق سبحانه وتعالى أكثر من مرة في المنام أن هناك سحراً أسودَ عُمِلَ لي ولأسرتي من أقرب الناس لي منذ أكثر من خمس سنوات، وهناك قضايا بيني وبينه على ميراث يدّعي أنه لم يأخذه، وأنا صامد أمام هذا السحر القوي رغم الأذى والمرض وصراخ الولد كل يوم في الليل بشدة، والخلافات الزوجية على أتفه الأسباب.
بل وصل الأمر أنه قد جاءني الساحر نفسه في المنام منذ فترة قريبة ليقول لي: أنت الذي من المفروض أن نؤذيك أكثر، فقلت له: هل دُفعت لك أموال كثيرة لأجل ذلك؟ فقال: نعم، وستُدْفَعُ أكثر، واختفى فجأة.
سؤالي هو: هل أخبر هذا الشخص عن طريق مرسال أن ما يدفعه من أموال للساحر لعمل السحر الأسود لي ولزوجتي ولابني الذي لم يكمل السنتين لأذيتنا قد نجح فيه بإذن الله، ولكنه -إن شاء الله- ليس له في الآخرة من خلاق، ولبئس ما شرى به نفسه، فليتق الله، وليتب إلى الله، ويكف عمَّا هو مستمر فيه، أم أتركه؟ فقد طلب الضلال، وأمد الله له فيه، ولم يعد يجدي معه نصح، فبماذا تفتوني؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يصح الاعتماد على المنامات في إثبات هذه التهمة! فإنه وإن كان بعضها رؤى من الله، إلا أن بعضها أيضاً أحلام من الشيطان، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرُّؤْيَا مِنْ اللَّهِ، وَالْحُلْمُ مِنْ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ الْحُلُمَ يَكْرَهُهُ فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ، وَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْهُ، فَلَنْ يَضُرَّهُ. متفق عليه.
وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم: الرؤيا ثلاثة: فرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه، فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل، ولا يحدث بها الناس. رواه مسلم، وفي رواية للبخاري: وتخويف الشيطان. وإذا لم تكن هناك بينة تثبت ذلك؛ فلا يجوز إلقاء التهم دون برهان.
وأما مسألة النصح والتذكير بالله وبسوء منقلب الظالمين يوم القيامة، فهذا يمكن فعله دون مجازفة بإلقاء التهمة، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
ويبقى الأنفع والأهم للسائل هو: الاجتهاد في معرفة أسباب ما يشكو منه هو وأسرته من أعراض، ثم الاجتهاد في معالجتها بما يناسبها، سواء أكان سحراً أو غيره. وقد سبق لنا بيان وسائل علاج السحر في الفتاوى: 2244، 5433، 5252. كما سبق أيضاً بيان المظاهر والعلامات التي تظهر على المسحور والمصاب بالعين في الفتويين: 69640، 7970.
والله أعلم.