السؤال
أكتب لكم لطلب النصح، والفتوى، في مسألة تؤرقني منذ زمن، فقد كنت منذ فترة المراهقة أحب الصلاة، وقراءة القرآن، والمساجد، وفي فترة ضعف حينما كنت شابًّا، تحرشت جنسيًّا بأحد الأطفال في بيت من بيوت الله، وأصبحت منذ ذلك الوقت أكره نفسي الأمّارة بالسوء، وأسأل نفسي: هل أنا منافق أم كافر، أم شيطان في جسم إنسان؟! وأحس أن دعائي غير مستجاب، وأن صلاتي غير مقبولة، وأنني ملعون، وأنني كتبت شقيًّا، وأنني في حرب مع الله؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى: "من عادى لي وليًّا؛ فقد آذنته بالحرب"، وأحس أنني داخل في خانة الظالمين، الذين لا يهديهم الله، ولن ينالوا الشفاعة، وداخل في قوله تعالى: "وسعى في خرابها"؛ فدخلت في حالة من اليأس، والقنوط؛ لأن الله أخبرنا أن لهم في الدنيا خزيًّا، ولهم في الآخرة عذاب عظيم، فهل لمثلي من توبة؟ وهل يجب أن أطلب العفو من هذا الطفل، ومن والديه؛ لأتحلل من مظلمتي؟ وهل جريمتي هذه تدخل فيمن سعى في خرابها؟ وكيف لي أن أكفّر عما صنعت، وأن أكون مؤمنًا -بإذن الله-، وأن أستجلب رحمة الله في الدنيا والآخرة؟
أرشدوني، وادعوا لي بالهداية -جزاكم الله خيرًا-، فقد ضاقت بي الأرض بما رحبت.