السؤال
في منزلنا حائط يريد والديّ هدمه، وأمر والدي أن لا يُهدم إلا في حضوره، وسافر، فأرادت والدتي هدمه، طالبة مساعدتي، فأخبرتها أن أبي يرفض هذا، وأني سأخبره، فقالت لي: لا، سنقوم بهدمه دون علمه، فاتصلت بأبي، وأخبرته، فهل علىّ ذنب؟ وعندما علمت والدتي غضبت مني، وراحت تدعو عليّ، فهل دُعاؤها هذا مستجاب؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فإذا كان المنزل ملكًا للوالد، فإنه لا يحل لوالدتك أن تهدم الحائط دون إذنه، وينبغي لكم منعها من ذلك، ولو بإخبار الوالد؛ لأن هذا من باب منع العدوان على أموال الآخرين، ولا إثم عليكم في ذلك.
ونرجو أن لا يستجب الله تعالى دعاء والدتك عليك؛ لأنه دعاء بغير حق، ودعاء الأم لا يستجاب إذا كان دعاؤها بغير حق؛ لأنها تعتبر - والحالة هذه - ظالمة آثمة، والداعي بالإثم، لا يستجاب له، كما في الحديث الذي رواه مسلم، وغيره: لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ.
وفي تفسير القرطبي: وَمِنْ شَرْطِ الْمَدْعُوِّ فِيهِ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْأُمُورِ الْجَائِزَةِ الطَّلَبِ وَالْفِعْلِ شَرْعًا، كَمَا قَالَ: (مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ)، فَيَدْخُلُ فِي الْإِثْمِ كُلُّ مَا يَأْثَمُ بِهِ مِنَ الذُّنُوبِ، وَيَدْخُلُ فِي الرَّحِمِ جَمِيعُ حُقُوقِ الْمُسْلِمِينَ، وَمَظَالِمِهِمْ. اهـ.
والله تعالى أعلم.