السؤال
أريد دعاء ربي بدعاء صدق، وأن أستغفر، ولكن خائفة أن يستجاب الدعاء، ولا يكون خيرا لي ولا لأهلي، والحمد لله دعاء ليس فيه إثم، ولا قطيعة رحم.
هل تجوز صلاة الاستخارة للدعاء؟
أريد دعاء ربي بدعاء صدق، وأن أستغفر، ولكن خائفة أن يستجاب الدعاء، ولا يكون خيرا لي ولا لأهلي، والحمد لله دعاء ليس فيه إثم، ولا قطيعة رحم.
هل تجوز صلاة الاستخارة للدعاء؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما لم يكن في دعائك إثم ولا قطيعة رحم، فإنه كله خير وبركة لك ولأهلك، ولمن دعوت له؛ فأكثري من الدعاء؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذن نكثر، قال: الله أكثر" رواه الإمام أحمد في المسند وغيره.
ويقول صلى الله عليه وسلم: الدعاء هو العبادة، ثم قرأ قوله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ.{غافر:60}. رواه الترمذي وغيره.
عليك بأدعية القرآن، وجوامع الخير التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الدعاء بها، يعلمها لأصحابه مثل ما جاء عن عائشة -رضي الله عنها- أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُكَلِّمَهُ فِي حَاجَةٍ وَهي تُصَلِّي، َقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا عائشة: عَلَيْكِ بِالْجَوَامِعِ وَالْكَوَامِلِ، ُقولي: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ، عاجِلِهِ، وآجِلِهِ، ما عَلِمْتُ مِنْهُ، َومَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ، وَمَا لَمْ أَعْلَم. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِمَّا سَأَلَكَ مِنْهُ مَحَمَّدٌ، وَأَعُوذُ بِكَ مِمَّا اسْتَعَاذَ مِنْهُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. اللَّهُمَّ مَا قَضَيْتَ لِي مِنْ قَضَاءٍ، فَاجْعَلْ عَاقِبَتَهُ لِي رُشْدًا" رواه إسحاق بن راهويه في مسنده.
فلا داعي للخوف ما دمت لم تدعي بإثم ولا قطيعة رحم.
أما سؤالك: هل تجوز صلاة الاستخارة للدعاء؟ فإنه لا معنى له؛ لأن الاستخارة محلها الأمور التي لا يدري العبد وجه الخير فيها من الشر، أو الصواب من الخطأ.
جاء في الموسوعة الفقهية: اتَّفَقَتِ الْمَذَاهِبُ الأْرْبَعَةُ عَلَى أَنَّ الاِسْتِخَارَةَ تَكُونُ فِي الأْمُورِ الَّتِي لاَ يَدْرِي الْعَبْدُ وَجْهَ الصَّوَابِ فِيهَا، أَمَّا مَا هُوَ مَعْرُوفٌ خَيْرهُ أَوْ شَرّهُ كَالْعِبَادَاتِ، وَصَنَائِعِ الْمَعْرُوفِ، وَالْمَعَاصِي، وَالْمُنْكَرَاتِ فَلاَ حَاجَةَ إِلَى الاِسْتِخَارَةِ فِيهَا. اهـ.
والدعاء كما رأيت هو العبادة، وما دام ليس فيه إثم أو قطيعة رحم، فهو خير كله.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني