السؤال
جزاكم الله كل الخير على هذا الموقع: أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعلم قدره ومكانته، ولكنني في داخلي أحب عائشة وخديجة ـ رضي الله عنهما ـ بشكل أقرب، ولا أدري إن كان هذا من الوسواس أو لأنها امرأة مثلي؟ فهناك حاجز يمنعني أن أحبه بشكل الشوق، لأنني أخاف من الوساوس، فهل هذا طبيعي؟ أريد أن أصل إلى الشوق للصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم وليس الصلاة عليه، لأنني أعرف مكانته، فهل هذا أمر طبيعي؟ أم هو نقص إيمان؟و ماذا علي فعله للوصول لدرجة الشوق؟.
وجزاكم الله كل الخير.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على كل مسلم أن يحب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من حبه لكل أحد، لقوله صلى الله عليه وسلم الثابت في الصحيح: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين.
وتزيد محبة النبي صلى الله عليه وسلم بالنظر في سيرته وأخلاقه ومعرفة ما اختصه به الله تعالى من الخصائص والميزات، وبالعلم بأن كل خير يحصل للعبد في الدين والدنيا، فإنما هو ببركة بعثته، ويمن سفارته صلى الله عليه وسلم. وحب عائشة وخديجة ـ رضي الله عنهما ـ من الدين، ولكن لا يجوز أن يحبهما شخص فوق محبة النبي صلى الله عليه وسلم، بل إن محبتهما إنما وجبت لكونهما بالغتا في محبة النبي صلى الله عليه وسلم وحسن صحبته، ولكون النبي صلى الله عليه وسلم أحبهما وخصهما بما ذكره لهما من الفضل.
والظاهر أن شعورك هذا مجرد وسوسة ووهم، وإلا فالمسلم السوي يجد نفسه مضطرا لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من كل أحد، فعليك أن تكثري من قراءة سيرته صلى الله عليه وسلم، وتقوي محبته في قلبك بما ذكر من الأسباب، وتحبي جميع أصحابه صلى الله عليه وسلم رجالهم والنساء، وتنزلي كلا منزلته التي أنزله الله إياها، وأكثري من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، فإن ذلك من أعظم أسباب القرب منه ونيل شفاعته يوم القيامة.
والله أعلم.