السؤال
لدي لثغة -حيث أنطق الراء غينًا خفيفة- في بعض آيات الفاتحة، خاصة: "غير المغضوب"، مع العلم أنني أحيانًا أتغلب على تلك اللثغة عندما أحاول نطق الكلمة أكثر من مرة، ولكن ذلك يؤدي إلى عدم متابعة الإمام في كثير من الأحيان، ويسبب مشقة إذا صليت منفردًا، فقد أحاول تكرار الكلمة من 5 - 20 مرة، حتى أخرج الراء صحيحة، فهل يعفى عن هذه الحال؟ وما هو حد نطق الراء غينًا خفيفةً، الذي لا يسبب إحالة المعنى، كما ذكرتم في الفتوى رقم: 53681؟ وجزيتم خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما دمت موسوسًا ـ كما صرحت بذلك في سؤال سابق ـ فعليك أن تعرض عن الوساوس، والشكوك، وتتجاهلها بالكلية، ومن ثم؛ فلو شككت في صحة نطق أي حرف، فلا تلتفت لهذا الأمر أبدًا، وامض في قراءتك دون تردد؛ لأن هذا هو العلاج الناجع للوسواس، ثم اعلم أن الألثغ صلاته لنفسه صحيحة إن كان لا يستطيع التعلم، بخلاف من يستطيعه، فلا بد له من تصحيح النطق، ولو بالتكرار، وبذل ما يستطيع، كما نبهنا عليه في الفتوى رقم: 187615.
وهذا في حق الألثغ لثغة فاحشة، وهو الذي يبدل حرفًا بحرف آخر، أما اللثغة اليسيرة ـ كما ذكر السائل عن نفسه ـ فهذه إن وجدت، فلا تضر مطلقًا، جاء في حاشية ابن عابدين: سئل الخير الرملي عما إذا كانت اللثغة يسيرة، فأجاب بأنه لم يرها لأئمتنا، وصرح بها الشافعية بأنه لو كانت يسيرة بأن يأتي بالحرف غير صاف لم تؤثر، قال: وقواعدنا لا تأباه. اهـ.
وفي أسنى المطالب في شرح روض الطالب: ولو كانت لثغته يسيرة بأن يأتي بالحرف غير صاف، لم يؤثر. اهـ.
وفي حاشية الروض المربع: ولا تضر لثغة يسيرة لم تمنع أصل المخرج. اهـ.
وفي الإنصاف للمرداوي: وقال الآمدي: يسير ذلك ـ أي اللثغة ـ لا يمنع الصحة، ويمنع كثيره. اهـ.
وبناء على ما سبق؛ فإنه لا ينبغي لك إعادة الكلمات التي تشك في نطقها بشكل صحيح؛ لأن الأمر ـ كما يظهر لنا ـ مجرد وسوسة، وشكوك، فيتعين الإعراض عنه، ولو فرض وجود شيء خفيف من ذلك ـ بأن تنطق بأصل الحرف، وتخل بكماله ـ فلا يضر كما تقدم.
والله أعلم.