السؤال
في حجتي هذا العام كان لا يوجد لديّ مخيم في منى، ففي الليلة الأولى جلست بجوار جسر الجمرات خمس ساعات، وفي الليلة الثانية خمس ساعات داخل منى، وفي الليلة الثالثة ست ساعات داخل منى، فهل عليّ شيء بسبب ما فعلته، فقد قرأنا بأنه لا بد من المكوث أكثر من نصف الليل، وفي أثناء رمي الجمرات في الليلة الثانية بعد الانتهاء من الرمي بعشر دقائق كررت رمي الجمرة الكبرى بسبع حصيات شكًّا في أنني نسيت أن أرميها، فما الحكم؟ وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن جمهور أهل العلم على أن الواجب في المبيت بمنى لا يتحقق إلا إذا قضى الحاج معظم الليل داخلها، وانظر الفتوى رقم: 18217.
وعليه، فإذا كانت ساعات الليل التي مكثتها في منى أكثر من نصف الليل في تلك الفترة، فقد حصل لك المبيت، ولا شيء عليك، وإذا لم تكن أكثر من النصف؛ فالراجح من أقوال أهل العلم أنه يجب عليك في كل ليلة لم تبت فيها معظم الليل مد من طعام، فإن كان المبيت أقل من معظم الليل في ليالي التشريق الثلاث ـ إن كنت قد تأخرت، ولم تتعجل، وهو ما يفهم من سؤالك ـ فعليك دم يذبح بمكة، ويوزع على فقرائها، ولا يشترط لذلك حضورك، فيمكن أن تنيب من يقوم عنك به، وانظر الفتوى رقم: 18217.
أما الشك بعد الانتهاء من الرمي، فلا يلتفت إليه؛ لأن الشك الطارئ بعد العبادة لا أثر له.
وعليه؛ فكان ينبغي ألا تعيد رمي جمرة العقبة، لكن على أي حال؛ لا يترتب على ما فعلت شيء، وانظر الفتوى رقم: 13917، و الفتوى رقم: 14629.
والله أعلم.