الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يحق للأم التدخل في خصوصيات وصديقات وخطيب بنتها

السؤال

هل من حق أمي التحكم في كل شيء يخصني: أصدقائي، وكلامي معهم، ماذا قلنا، وماذا فعلنا...؟ وكلامي مع خطيبي، لا تسمح لنا أن نتكلم منفردين، وإذا حدث ذلك، تطالبني بأن أقول لها ماذا قلنا، مع العلم أن أمي تتعامل معنا بطريقة غير سوية، وأن علاقتها بخطيبي منتقدة منا جميعاً، وكأنها تغار مني، وتطالبه بأن يهتم بها، كما يفعل معي، ويناديها بلا ألقاب، وأنها تفضفض معه.
وقد تحدثت معها، ومع من هو كبير في العائلة، في أن تعطيني بعض الحرية، والمساحة، ولا أمل. كلما أتكلم تقول لي إني أعقها، ومن حقها كل شيء، ومن حقها التدخل في كل تفاصيل حياتي رغما عني، وأن أبقى تحت سيطرتها، وتقول لي: إذا كنت تريدين لهذه الخطبة أن تستمر، فكوني تحت رجلي، ولم أكن أعرف ماذا أفعل ثانية، لم أستطع أن أتحمل الحياة هكذا، ففي هذه الحالة ليس من حقي أن أبتعد عنها، ولا أدخلها في حياتي، وفي خصوصياتي، مع العلم أني تجاوزت 21 عاماً، وأريد أن أعرف ما هو حق خطيبي علي؟ وما هي الحدود الشرعية في التعامل معه؟ هل فعلاً لا يجوز أن يحادثني على انفراد؟ وماذا أفعل مع أمي؟ وما هي حقوقي؟ أليس من حقي بعض الحرية، والخصوصية؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا ريب في عظم حقّ الوالدين، ووجوب برهما، وطاعتهما في المعروف، وخاصة الأمّ؛ فإنّ حقها آكد من الحقوق، وبرها من أوجب الواجبات، وأعظم القربات. كما أنّ عقوقها من أكبر الكبائر، ومن أعظم الذنوب. ولا يعني ذلك تسلط الوالدين على الولد، والتدخل في كل شؤونه دون ضابط، وإنما تجب طاعة الوالدين في المعروف، وفي الأمور التي فيها نفع للوالدين، ولا ضرر فيها على الولد، وراجعي حدود طاعة الوالدين في الفتوى رقم: 76303
فإن كان سؤال الأمّ عن صديقات ابنتها، وكلامها معهن بغرض المحافظة على البنت، والخوف عليها من رفقة السوء، فهذا سؤال مشروع، وتدخل سائغ محمود، فإنّ للرفقة أثراً عظيماً على صلاح البنت، أو فسادها.
وأما الخاطب فإن كان غير عاقد، فهو أجنبي، شأنه شأن الرجال الأجانب، لا يحل له أن يخلو بك، أو يحادثك دون حاجة، ولا يجوز لأمّك الخلوة به، ولا محادثته دون حاجة، وراجعي حدود تعامل الخاطب مع مخطوبته، في الفتوى رقم: 57291
وأما إن كان الخاطب قد عقد عليك العقد الشرعي، فهو زوجك، تحل له محادثتك، والخلوة بك، لكن إذا أمرتك أمّك بالحذر من الخلوة به قبل الدخول، فتنبغي لك طاعتها، وراجعي الفتوى رقم: 150045
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني