السؤال
أنا أكتب رواية تدور أحداثها في بلد نصراني، وشخصياتها نصرانية، إلا أنني لا أكتب أي شيء عن الديانة، أو أي شيء محرم، وأنا أبني كتابتي على مبدأ أن لا أنشر المنكر، وروايتي لا يقرؤها سوى المقربين مني، وأنا دائمًا ما أقوم بأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، فهل يجوز لي كتابة روايتي، وإرسالها إليهم؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد بيّنّا حكم كتابة الروايات، والقصص الأدبية، والخيالية، وغيرها من القصص، وذكرنا أن حكمها الشرعي ينبني على مضمونها، وقصد صاحبها، وذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 47548، 25473، 13278.
وإذا كان مضمون ما تكتبينه صحيحًا، وليس فيه تمجيد للنصارى، ولا لدينهم، ولا غيرها من الأمور الباطلة، فتجوز لك كتابة الرواية، وإرسالها لمن يقرؤها من المقربين منك.
وننبهك إلى أن الإغراق في قصص أولئك القوم مضيعة للوقت، وإهدار للطاقة، ويخشى على كاتبها، أو قارئها أن يتعلق قلبه بهم، وهذا خطير جدًّا؛ لأن المرء مع من أحب، كما عند البخاري، ومسلم، من حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المرء مع من أحب. وفي رواية عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، كيف تقول في رجل أحب قومًا ولم يلحق بهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المرء مع من أحب.
وراجعي الفتوى رقم: 46650 في الإعجاب بالغرب والانبهار بحضارته.
والله أعلم.