السؤال
ما هي الأشياء التي خلقت من ماء؛ هل كل المخلوقات أم ما يدب في الأرض من إنس وحيوان؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد اختلف علماء التفسير هل الماء أصل لجميع الكائنات أم هو أصل لكل الحيوانات الموجودة على ظهر الأرض (ويدخل في ذلك البشر, والدواب, والحشرات, ونحو ذلك)؟ وإليك بعض كلام المفسرين في هذا الموضوع:
1ـ جاء في تفسير البغوي:
قوله تعالى: والله خلق كل دابة من ماء، يعني من نطفة، وأراد به كل حيوان يشاهد في الدنيا، ولا يدخل فيه الملائكة ولا الجن، لأنا لا نشاهدهم. وقيل: أصل جميع الخلق من الماء، وذلك أن الله تعالى خلق ماء، ثم جعل بعضه ريحًا فخلق منها الملائكة، وبعضه نارًا فخلق منها الجن، وبعضها طينًا فخلق منها آدم، فمنهم من يمشي على بطنه، كالحيات والحيتان والديدان، ومنهم من يمشي على رجلين، مثل بني آدم والطير، ومنهم من يمشي على أربع، كالبهائم والسباع، ولم يذكر من يمشي على أكثر من أربع مثل حشرات الأرض؛ لأنها في الصورة كالتي يمشي على الأربع. انتهى.
2ـ وفي تفسير القرطبي:
وقال جمهور النظرة: أراد أن خلقة كل حيوان فيها ماء كما خلق آدم من الماء والطين، وعلى هذا يتخرج قول النبي -صلى الله عليه وسلم- للشيخ الذي سأله في غزاة بدر: ممن أنتما؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (نحن من ماء). الحديث. وقال قوم: لا يستثنى الجن والملائكة، بل كل حيوان خلق من الماء، وخلق النار من الماء، وخلق الريح من الماء، إذ أول ما خلق الله تعالى من العالم الماء، ثم خلق منه كل شيء. انتهى.
وراجع المزيد في الفتوى رقم: 80291.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني