السؤال
آسفة جدًّا على جرأتي في الطرح، ولكني أمر بحالة تؤرقني من الوسوسة في الماضي في أشياء لا أستطيع مهما حاولت تذكر تفاصيلها، أعاذنا الله جميعًا منها.
أنا فتاة أبلغ من العمر 20 عامًا، علمت اليوم وللمرة الأولى أن احتلام المرأة والتفكير في الأمور الحميمية يوجب الغسل، فكل ما فهمته عند ما درسته في الماضي أنه مقتصر على الرجل فقط، ولم يخطر ببالي أبدًا أو يمر عليّ بحديث أو غيره أنه يشمل المرأة، فماذا عليّ لأكفّر؟ علمًا أنني لا أذكر الصلوات ولا الصيام، ولا أعلم أصلًا هل حدث في صيام أم لا؟ كذلك لم أعلم أن بعض الإفرازات تنقض الوضوء، كما قرأت بموقعكم هذا -عافاكم الله-.
أرجو منكم الإجابة بتفصيل، وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننبهك أولًا على أنه لا يترتب على الاحتلام شيء إلا برؤية الماء؛ كما بيّنّا بالفتوى رقم: 291235؛ فإذا رأيت الماء ترتبت أحكام الجنابة.
ولا يفسد الصوم بالاحتلام أو التفكير في الشهوة ولو نزل المني، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 138829، وما أحيل عليه فيها.
وأما الصلاة: فيلزمك قضاؤها في قول جمهور أهل العلم، خلافًا لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- على ما بيّنّا مفصلًا بالفتوى رقم: 213325.
وكذلك الحكم في الصلاة بعد خروج الإفرازات الناقضة للوضوء، فالواجب قضاؤها على التفصيل السابق.
وطالما أنك كنت جاهلة فنرجو ألا إثم عليك، ولكن نوصيك بالتعلم؛ فتعلم أحكام العبادات واجب؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: وطلب العلم الشرعي فرض على الكفاية إلا فيما يتعين؛ مثل طلب كل واحد علم ما أمره الله به وما نهاه عنه؛ فإن هذا فرض على الأعيان. انتهى.
والله أعلم.