السؤال
هل يجوز للمسافر أن يؤخر صلاتي المغرب والعشاء حتى عودته إذا كان يعلم أنه سيصل بلدته بعد دخول وقت العشاء مع قدرته على أداء صلاة المغرب في وقتها أثناء السفر، تجنبا لما قد يحصل له من مشقة؟ وإذا وصل إلى بلدته بعد دخول العشاء ولم يكن قد صلى المغرب ولا العشاء، فهل ينوي صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير؟ أم المغرب قضاء والعشاء أداء في أي وقت ضمن وقت صلاتها؟ وإذا كان له أن يصليهما جمعا بعد وصوله، فهل يجوز له تأخير الجمع إلى آخر وقت العشاء؟.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا علم المسافر أنه سيصل إلى بلده بعد دخول وقت العشاء, فيجوز له تأخير صلاة المغرب حتى يجمعها مع صلاة العشاء بعد رجوعه، وينوى في هذه الحالة جمع الصلاتين المذكورتين جمع تأخير, لكنه يتم صلاة العشاء: فيصليها أربع ركعات، لانقطاع سفره قبل خروج وقتها, وراجع في ذلك الفتوى رقم: 198693.
ويجوز لهذا الشخص جمع المغرب مع العشاء في آخر وقت العشاء بحيث يبقى من الوقت قدر ما يتسع للصلاتين المذكورتين, جاء في مجموع فتاوى ابن عثيمين: وهاهنا مسألة أحب أن أنبه عليها وهي: أن بعض الناس يظنون أنه إذا جاز الجمع للمريض أو المسافر، فإنه لابد أن يجمع بين الصلاتين في وسطهما ـ أي في آخر وقت الظهر وأول وقت العصر ـ وهذا ليس بشيء، وليس بصحيح، بل إن الإنسان إذا جاز له أن يجمع بين الصلاتين، فإنه إن شاء جمع في وقت الأولى، أو في أول وقت الثانية، أو في آخر وقت الثانية، أو في ما بينهما، والمهم أنه إذا جاز الجمع صار الوقتان وقتاً واحداً. انتهى.
لكن على هذا الشخص أن ينوي قبل خروج وقت المغرب أنه يريد تأخيرها عن وقتها ليجمعها مع العشاء, فإن لم يحصل ذلك, فإنه يصلي المغرب قضاء والعشاء أداء, كما سبق تفصيله في الفتوى رقم: 131493.
ونهاية وقت المغرب سبق بيانها في الفتوى رقم: 97481.
والله أعلم.