السؤال
كيف تتصرف المرأة إذا كان زوجها يشك فيها؟ وكيف تعيد له الثقة بها، وبنفسه؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الشيطان حريص على إفساد العلاقة بين الزوجين، وهدم كيان الأسر، لا سيما إن كانت أسرًا مسلمة، روى مسلم في صحيحه: إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة، أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم، فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئًا! ثم يجيء أحدهم، فيقول: ما تركته؛ حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت.
فواجب على الزوجين الحرص على سد كل منفذ من منافذ الشيطان إلى زعزعة الثقة بينهما، والبحث عن العلاج المناسب لما قد يطرأ من ذلك؛ حتى يتم الإصلاح على أكمل وجه.
ونصيحتنا لهذه الأخت السائلة أن تتلمس أولًا ما قد يكون سببًا في عدم ثقة زوجها فيها، وتوضيح حقيقة الأمر، إن كان ذلك ناتجًا عن سوء فهم لبعض الأقوال، أو التصرفات، أو الاعتذار عن أي خطأ قد وقع منها في حقه.
والحرص على عدم الإقدام على شيء يكرهه زوجها، ما دام ذلك في إطار الشرع.
وإن من أهم ما يجلب الثقة بين الزوجين، ويقوي العلاقة بينهما: استئذان الزوجة للزوج عند الخروج من البيت، وبيان وجهتها، وفي ذلك تراجع الفتوى: 47567.
وكذا الاستئذان في كل ما يستوجب الاستئذان من العبادات التطوعية، كالصوم مثلًا.
وأن لا تأذن لأحد بالدخول إلى بيته، إلا بإذن منه، وقد ثبتت بذلك نصوص من السنة النبوية الصحيحة، كحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد، إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته، إلا بإذنه. رواه البخاري، ومسلم.
ولعل في هذه الأمثلة ما يرشد هذه الأخت إلى غيرها، كتدبير بيت زوجها، والحرص على حفظ ماله.
نسأل الله تعالى لهما حسن العشرة، وسعادة الدنيا، والآخرة.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني