السؤال
أواجه مشكلة عسيرة جدا جدا، لي أصدقاء في الدراسة ملحدون، وقد دخلنا في جدال حول وجود الله، والآخرة، وحقيقة الحياة ...
وبعد النقاش بأيام، أرى نفسي قد أصابني شك، وشك كبير في الإيمان، ولا حول ولا قوة إلا بالله، حدث ذلك منذ شهر تقريبا، وظننت أن ذلك سيزول، لكنه استمر إلى الآن، بل ويأتيني الشك في اليوم 4 أو 5 مرات، وأحاول قدر الاستطاعة أن أكف نفسي عن ذلك.
فماذا أفعل؟ وهل خرجت من الإسلام وهل صلاتي، وطاعاتي في هذه الحالة باطلة؟
أغيثوني أغاثكم الله.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن المسلم يتعين عليه أن يحافظ على دينه، وسلامة قلبه، مما يوقعه في أمراض الشبهات، والشكوك التي تؤدي به للزيغ، كما يحافظ على بدنه من الأمراض المعدية، ولا يجوز للمسلم الذي لم يتسلح بالعلم الشرعي، أن يدخل في الجدال مع الملاحدة؛ لئلا تنطلي عليه شبهات، وأوهام أهل الضلال؛ فإن شبهاتهم وإن كانت أوهى من بيت العنكبوت، إلا أنها قد تنطلي على ضعيف الإيمان، وقليل العلم؛ ولذلك فإن السلف -رحمهم الله تعالى- كانوا يحذرون أشد التحذير من صحبة أهل الأهواء، ومجالستهم، فكانوا يجتنبونهم، ويؤثرون السلامة في دينهم على مجالستهم.
ويجب على المسلم أن يفرغ وقته في طلب العلم الشرعي، حتى يتعلم ما يقوي إيمانه، ويثبت يقينه. فكل عبد يجب عليه اليقين بصحة الإسلام، وبما تدل عليه كلمة التوحيد لا إله إلا الله، محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويدل لوجوب اليقين بذلك قول الله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ. {الحجرات: 15}. وقال في شأن المنافقين: وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ. {التوبة: 45}. وإذا كان ما يخطر في بالك مجرد خواطر ترد على القلب ولا تستقر فيه، ولم تتكلم به، فنرجو ألا يكون مخرجا لك من الملة.
وراجع في بعض أسباب تحصيل اليقين، وخطر الشك في الدين، ووسائل الثبات الفتاوى أرقام: 122636، 15219، 67273، 56097، 75056، 125962، 111062، 99547، 121720.
والله أعلم.