السؤال
أريد توجيه نصيحة للمحلات، والمصانع، والمستشفيات، والمدارس، والمؤسسات، وغيرها؛ التي تطلب للعمل آنسة حسنة المظهر (أى: غير محجبة أو محجبة حجاب موضة)، وتطلب من المرأة التي تعمل أن تضاحك الزبائن، وتمزح معهم باليد!
أريد توجيه نصيحة للمحلات، والمصانع، والمستشفيات، والمدارس، والمؤسسات، وغيرها؛ التي تطلب للعمل آنسة حسنة المظهر (أى: غير محجبة أو محجبة حجاب موضة)، وتطلب من المرأة التي تعمل أن تضاحك الزبائن، وتمزح معهم باليد!
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنصيحتنا لهذه الأماكن بمختلف مسمياتها هي وصية الله للأولين والآخرين، وهي: التقوى، قال سبحانه: وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ {النساء:131}، وهذه التقوى هي السبيل لتحقيق السعادة في الدنيا والآخرة، ووسيلة للحصول على البركة في الرزق، واللهُ إن بارك في شيء نفع، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق3:2}. فالذي يطلب عاملة بالشروط المذكورة ما اتقى الله، ولم يخش عذابه. وهذا مما يدل على استيلاء الغفلة على القلوب وأمن مكر علام الغيوب، فقد يمدهم مع ذلك برزق منه، ويكون ذلك استدراجًا غايته نار جهنم وبئس المصير، روى أحمد في المسند، وصححه الألباني، عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج. ثم تلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: { فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون}.
ثم إن هذا الفعل، نعني: استخدام المرأة المتبرجة أو التي لا تراعي شروط اللباس الشرعي، بل وتؤمر بمضاحكة الزبائن والمزاح معهم -هذا الفعل ضرره متعد، فتفسد الفتاة نفسها، وتفتن غيرها، وما كان من العمل كذلك فإنه أعظم إثمًا، قال الله سبحانه: لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ {النحل:25}، وروى مسلم في صحيحه عن جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعمل بها بعده كتب عليه مثل وزر من عمل بها ولا ينقص من أوزارهم شيء ».
ولمزيد الفائدة نرجو مطالعة الفتاوى: 17037، 26387، 6745، ففيها بيان فضل الحجاب، وشروطه، وخطر التبرج.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني