السؤال
قرأت في ورقة حديثا حسنا ملخص معناه يقول: إن هناك فضلا خاصا لمن قال الجملة الآتية عشر مرات بعد صلاة الفجر والعصر والمغرب (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير)، ولما فتحت كتب الأذكار وجدتها تكون بعد الفجر والمغرب ولم أجد بعد العصر فما توجيهكم؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكر المنذري ـ رحمه الله ـ في (الترغيب والترهيب) فضل هذا الذكر بعد هذه الصلوات الثلاث، فقال: عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال في دبر صلاة الفجر وهو ثان رجليه قبل أن يتكلم لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان يومه ذلك كله في حرز من كل مكروه، وحرس من الشيطان، ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله تعالى. رواه الترمذي واللفظ له، وقال: حديث حسن غريب صحيح، والنسائي وزاد فيه: بيده الخير، وزاد فيه أيضا: وكان له بكل واحدة قالها عتق رقبة مؤمنة.
ورواه النسائي أيضا من حديث معاذ وزاد فيه: من قالهن حين ينصرف من صلاة العصر أعطي مثل ذلك في ليلته. انتهى.
وقد حسن هذين الحديثين الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، فقال في كل منهما: حسن لغيره.
وقال المنذري: وعن عمارة بن شبيب السبائي ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات على إثر المغرب بعث الله له مسلحة ـ أي حرسا ـ يحفظونه من الشيطان حتى يصبح، وكتب الله له بها عشر حسنات موجبات، ومحا عنه عشر سيئات موبقات، وكانت له بعدل عشر رقبات مؤمنات. رواه النسائي والترمذي وقال: حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث ليث بن سعد، ولا نعرف لعمارة سماعا من النبي صلى الله عليه وسلم.
وعن أبي أيوب ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال إذا أصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كتب الله له بهن عشر حسنات، ومحا بهن عشر سيئات، ورفع له بهن عشر درجات، وكن له عدل عتاقة أربع رقاب، وكن له حرسا حتى يمسي، ومن قالهن إذا صلى المغرب دبر صلاته فمثل ذلك حتى يصبح. رواه أحمد والنسائي وابن حبان في صحيحه وهذا لفظه، وفي رواية له: وكن له عدل عشر رقاب. انتهى.
وقد حسن الألباني ـ رحمه الله ـ الحديث الأول، وصحح الأخير منهما.
والله أعلم.