الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في نكاح المرأة لمالها

السؤال

ابنة عمي في الغربة، وأنا أعرفها ولكنها لا تعرفني؛ لأنني رأيتها مرة واحدة قبل ست سنوات، وقلبي متعلق بها لجمالها، وأخلاقها، واحترامها، ومالها الذي لا يهمني، فهل من الممكن أن يتزوج رجل امرأة لمالها؟ وأشك أن ابن عمها تحدث مع والدها وتكلم عنها، وأنا لا أستطيع أن أكلم والديها ولا والدي، فأنا أريد قبل كل شيء أن تكون مقتنعة بي، وقبل فترة وجدت صفحتها على الفيسبوك، ورأيتها تنشر صورًا لها من غير طرحة رأس لكنها ليست فاضحة، وهي ليست كبيرة في السن، فقد تكون في بداية المراهقة، فماذا أفعل؟ هل أكلمها أم ماذا؟ فأنا مشغول البال بها، وأفكر: هل ستكون لي؟ وكثير من الأسئلة، وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا مانع من اختيار المرأة ذات المال، لكن ينبغي أن يكون الدين هو المعول عليه في الاختيار؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ. متفق عليه.
قال النووي - رحمه الله -: الصحيح في معنى هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بما يفعله الناس في العادة، فإنهم يقصدون هذه الخصال الأربع، وآخرها عندهم ذات الدين، فاظفر أنت أيها المسترشد بذات الدين؛ لأنه أمر بذلك.

وقال المباركفوري -رحمه الله-: قال القاضي -رحمه الله-: من عادة الناس أن يرغبوا في النساء، ويختاروها لإحدى الخصال، واللائق بذوي المروءات، وأرباب الديانات أن يكون الدين مطمح نظرهم فيما يأتون ويذرون، لا سيما فيما يدوم أمره، ويعظم خطره. انتهى.

وإذا كان ابن عمك قد تقدم لخطبة هذه الفتاة، وقبلت به، فلا يجوز لك أن تتقدم لخطبتها؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح، أو يترك. متفق عليه.

أما إذا لم تقبل خطبته، أو فسختها فلا حرج عليك في خطبتها، وانظر الفتوى رقم: 65032.

وبخصوص الصور التي نشرتها الفتاة على صفحتها، فلا يكون الإنكار عليها بمكالمتها، ولكن عن طريق بعض محارمك من النساء، أو بعض محارمها من الرجال، ولتحذر من استدراج الشيطان، واتباع خطواته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني