السؤال
عندي مشكلة أتمنى أن تحلها: كنت أترك بعض الصلوات وأفطر في رمضان، وفعلت الزنا واللواط، فابتلاني الله بمرض خبيث لا شفاء منه فعاهدت الله عند الكعبة أنه إذا كشف الضر عني فلن أعود إلى ما كنت عليه، فكشف الله عني الضر وعادت حياتي جميلة واستقمت ـ والحمد لله ـ فما هو السبيل للثبات، لأنني أخاف أن أخون العهد وأعود للماضي؟ وعندي مشكلة حب الغلمان، فكيف أطهر قلبي منها، مع أنني حزين لأنني شاذ؟ وما هو دواء القلب الميت؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي يعينك على دوام الاستقامة وعدم نقض العهد الإكثار من دعاء الله تعالى أن يثبتك على الحق حتى تلقاه، فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه يقلبها كيف يشاء، وعليك بمصاحبة الصالحين، فإن صحبتهم من أعون الأشياء على الاستقامة، وانتظم في دروس العلم وحلق الذكر، فإن العلم هو العاصم ـ بإذن الله ـ من هذه المزالق، وأما حب الغلمان: فداء عضال، نسأل الله أن يعافيك منه، ومن علاجه أن تستحضر قبح هذا الأمر وأنه مناف للفطرة التي فطر الله عباده عليها فتأنف لنفسك أن تكون بهذه المثابة، واستحضر العقوبة التي أحلها الله بقوم لوط لتعلم قبح هذه الفعلة وأنها من أشنع المنكرات وأفظع الموبقات وأكثر ما يبعد عن رب الأرض والسماوات، فإذا استحضرت هذه المعاني تمام الاستحضار زالت عنك تلك الشهوة الخبيثة ـ بإذن الله ـ وراجع الفتوى رقم: 124496.
وأما القلب القاسي: فعلاجه دوام ذكر الله تعالى، والإقبال عليه سبحانه وقراءة القرآن بالتدبر، والإكثار من فعل النوافل وبخاصة قيام الليل، والإحسان إلى الأيتام، ومصاحبة أهل الخير والصلاح، والإكثار من ذكر الموت وما بعده من الأهوال العظام والأمور الجسام، واستحضار الموقف بين يدي الله تعالى، وأن الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، فمن استحضر هذه المعاني تمام الاستحضار أوجب له ذلك رقة القلب والإنابة إلى الله تعالى.
والله أعلم.