السؤال
أود أن أشكر كل مشايخنا الأفاضل على إتاحة هذه الفرصة لأطرح سؤالي للفتوى جزاكم الله خيرًا -. مشكلتي - يا شيخنا - هي أنني أعاني منذ طفولتي بسبب جدتي، التي قلبت حياتي رأسًا على عقب، فجدتي لا تخاف الله، وعندما كان عمري 12 سنة، طلبت من والدي أن تربيني عندها، ووالدي لم يرفض لها طلبًا أبدًا مهما كان؛ لظروفه المادية، ولأنها من تعيله، فيطيعها حتى وإن كان غير موافق على طلبها بينه وبين نفسه، فأخذتني عندها، وربتني، وكانت تقسو علي، وتعاملني معاملة الخدم، وأمام الناس تظهر لهم أنها تعتني بي، وتحبني، وكانت دائمًا تحرض أعمامي، ووالدي عليّ ليقوموا بضربي؛ لأنها تكره أمي، وكانت غير راضية عن زواجها من والدي، فتحب أن تنتقم منها عن طريقي، فعانيت كثيرًا منها، وكم مرة نمت في الشارع بسببها، وكم مرة أخذتني للشرطة، وافترت عليّ، وعلقوني بسببها، وأذكر أنه في يوم من أيام الطفولة كنت جنب البيت أتحدث مع أصدقائي، ونادتني، وتأخرت لمدة دقيقة، وتلك الدقيقة كنت أستأذن فيها من أصدقائي، وأقول لهم: إنني ذاهب، وأنهي الحديث الذي كان بيني وبينهم، فضربتي، وشتمتني أمامهم، وأخذتني إلى طبيب نفسي، وعندما سمع الطبيب القصة قال لها: أنت من يحتاج إلى علاج، وليس ابن ولدك، فغضبت، وشتمته، وأخذتني، وكانت تأتيني بماء ملون، وتقول لي: اغتسل به، فأغتسل به، وبعد مرور السنين، اكتشفت أن هذا الماء كانت تأتي به من عند عرافة، وغضبت كثيرًا، وكان كل يوم يزداد حقدي عليها أكثر من اليوم السابق؛ بسبب تصرفاتها معي، فهي إنسانة منافقة، كاذبة، تحلف زورًا، وتفتري على الناس، وقبل سنة اكتمل كرهي لها، وحقدي عليها بسبب مشكلة حدثت بيننا، وذهبت إلى أمي التي كانت لا تكلمها مطلقًا قبل ذلك، وقالت لها: إنني لقيط، وأنها أتت بي من الشارع، وإنني لست ابن ولدها، وعندما كلمتها في الموضوع، أنكرت ولم تود التحدث فيه، ولم أستطع نسيان ذاك الكلام - يا شيخ – فقد طعنت فيّ، وفي شرف أمي، وهي تعلم أنني لست كذلك، فحقدت عليها كثيرًا لدرجة أنني عندما أراها مريضة، أو تعاني أفرح من كل قلبي دون شعور.
يا شيخ أنا أكره هذه الجدة جدًّا، وأحيانًا أفكر في قتلها لأتخلص من معاناتي التي عانيت بسببها سنين دمرت حياتي، لم أكمل دراستي بسببها، مع أني كنت متفوقًا.
يا شيخ: لقد وضعت وشمًا باسمها في ذراعي لكيلا أنسى ما فعلته بي، وما عانيت على مر السنين بسببها.
أعلم - يا شيخ - أن كل الحروف لا تكفي لأحكي لك معاناتي معها، لكني اكتفيت بالتلخيص، فماذا أفعل، فأنا حائر كيف أتصرف معها؟ وهل يجوز أن أسبها إذا سبتني؟ وهل يجوز الانتقام منها - جزاكم الله خيرًا -؟