الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم عمل جدول لضبط عدد الأذكار، وحكم الذكر دون تدبر، والخطأ غير المقصود في الذكر

السؤال

عندما أذكر الله أحيانًا أكون مشغولًا فأقول ذكرًا من غير تدبر، وأحيانًا أذكر سريعًا، وعندما أكون غير مشغول أقوم بعمل جدول من 100 لأعرف كيف أستغفر على الأنامل 1000 مرة، ولكي أعرف العدد، وأحيانًا كثيرة أستغفر، وأسبح من غير تدبر شديد، فهل يجوز ذلك؟ وهل يجوز الجدول؟ وما الحكم لو أخطأت دون قصد في الذكر، فقلت شيئًا لا يليق نتيجة الخطأ والاستعجال؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أنه ينبغي للمسم أن يتدبر معاني الذكر، ويستشعر عظمة الله عند ذكره ومناجاته، ولكن ذكر الله عز وجل دون تدبر فيه أجر وخير كثير، لا ينبغي تركه لمن لم يتمكن من التدبر، جاء في تحفة الذاكرين للشوكاني: لا ريب أن تدبر الذاكر لمعاني ما يذكر به أكمل؛ لأنه بذلك يكون في حكم المخاطب، والمناجي، لكن وإن كان أجر هذا أتم وأوفى، لا ينافي ثبوت ما ورد الوعد به من ثواب الأذكار لمن جاء بها، فإنه أعم من أن يأتي بها متدبرًا لمعانيها، متعقلًا لما يراد منها، أو لا، ولم يرد تقييد ما وعد به من ثوابها بالتدبر والتفهم.

ولا حرج عليك في استعمال جدول، أو أي وسيلة أخرى للعد، كالمسبحة؛ لتضبط بها عدد الأذكار التي تريد، وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 35616، 609، 7051.

وأما الخطأ: فإنه معفو عنه؛ لقول الله تعالى: وَلَيسَ عَلَيكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ {الأحزاب: 5}.

ولما في الحديث: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه، وصححه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني