السؤال
أنا أعاني من الوسواس، وقد جاءتني وساوس في انتقاض الطهارة عند مس الفرج، وقد قرأت في هذا الموقع أنها تنتقض إذا مس حدوده، أو كلمة مشابهة، فلم أعلم معناها، فهل يعني ما يوجد شعر العانة فوقه إلى الفرج، أم كل الجوانب، أم ماذا؟ وإذا كان الحائل شفافًا، فهل ينتقض الوضوء؟ وشكرًا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ينتقض وضوء المرأة بمس شيء من بدنها، إلا فرجها، وهو مخرج البول، والمني، والحيض.
وأما ما عدا ذلك - كمس الشفرين، أو العانة، أو غير ذلك - فلا ينتقض الوضوء بمسه، قال في كشاف القناع: وينقض أيضًا مس امرأة فرجها الذي بين شفريها) وهما حافتا الفرج (وهو) أي: فرجها (مخرج بول، ومني، وحيض) لقوله صلى الله عليه وسلم: «من مس فرجه فليتوضأ» رواه ابن ماجه، وغيره. والفرج اسم جنس مضاف، فيعم، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «أيما امرأة مست فرجها فلتتوضأ» رواه أحمد من حديث عمرو بن شعيب، وإسناده جيد إليه، وكالذكر، و(لا) ينقض مس امرأة (شفريها، وهما اسكتاها) ؛ لأن الفرج هو مخرج الحدث، وهو ما بينهما دونهما. انتهى.
ولا ينقض المس من وراء حائل، سواء كان الحائل رقيقًا، أم ثخينًا شفافًا، أم غير ذلك؛ لأن المس - والحال هذه - إنما وقع على الحائل، لا على الفرج، قال في كشاف القناع مقيدًا انتقاض الوضوء بمس الفرج: (من غير حائل) لما تقدم من قوله صلى الله عليه وسلم: «وليس دونه ستر» فإن مسه من وراء حائل لم ينقض؛ لأنه إنما مس الحائل. انتهى.
والنصيحة المبذولة لكل مصاب بالوسوسة هي الإعراض عن الوساوس، وعدم الالتفات إلى شيء منها.
والله أعلم.