الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الأغاني المصحوبة بالموسيقى المشتملة على ذكر الله

السؤال

منذ أن علمت أن للإسلام نواقض، وأنا أخشى أن أقع في إحداها، وكلما حدث موقف أخشى أن يكون قد انتقض إسلامي والعياذ بالله، وسأذكر لكم بعض المواقف، وأرجو أن تفتوني هل وقعت في ناقض من نواقض الإسلام:
أحيانا أخرج مع بعض الأصدقاء على متن سيارة أحدهم، وهو يشغل "أناشيد وبها موسيقى" حيث يذكر فيها اسم الله، أو اسم رسول الله –صلى الله عليه وسلم -، لكن هؤلاء الأصدقاء يمزحون كثيرا، وقد يمزحون بتلميحات يشيرون من خلالها إلى كلام حول الجماع، وأنا أكره ذلك، فأتمنى أن لو لم تشغل تلك الأناشيد، لكني أحيانا أنسى فأمزح معهم، أو يغلبني الضحك. فهل في هذا: تشغيل نشيد يذكر فيه اسم الله أو اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء؟
أولا: تشغيله مع موسيقى هل يعتبر إهانة لاسم الله تعالى أو اسم رسوله؟
ثانيا: تشغيله مع المزح بتلميحات من الشكل الذي ذكرت، أي اسم الله أو اسم نبيه صلى الله عليه وسلم يذكر ونحن نمزح بتلك الكلمات؟
وعلى علاقة بنفس الموضوع: دعانا صديق لنا لوليمة، واجتمعنا عنده نحن نفس مجموعة الأصدقاء، فبدؤوا في الضحك بنفس الطريقة (تلميحات بكلمات تفيد الجماع)، وفي الصالة التي كنا نجلس فيها كانت لوحة معلقة على الحائط عليها اسم الله تعالى، وبعض الآيات من القرآن الكريم، فلما بدؤوا بذلك الضحك قلت لهم: احترموا اسم الله المكتوب على تلك اللوحة، فأجابوني –كما يجيبون دائما – نحن لا نقول شيئا حراما - ... وعندما كنا نهم بالمغادرة طلبوا مني الدعاء، كما طلبه مني صديقنا الذي استضافنا، فدعوت بدعوات منها " اللهم اغفر لنا جدنا وهزلنا..." وقد أمنوا.
السؤال: هل في هذا استهزاء بالدعاء؛ لأني دعوت بعد مجلس فيه ما فيه من المزاح على النحو الذي ذكرت؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه ليس فيما ذكرت شيء من نواقض الإسلام، فاحذر الوسوسة والاسترسال مع الشيطان في هذه الأفكار.

واشغل نفسك بالتعلم، والدعوة، وعمل ما تيسر من خدمة أهلك ومجتمعك، واحرص على مصاحبة الأخيار الذين يدلونك على الخير ويعينونك عليه، ولا تجالس المولعين بالمزامير والأغاني.

واعلم أنه قد حرم الشرع سائر أنواع الموسيقى؛ لما في صحيح البخاري تعليقا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر، والحرير، والخمر والمعازف. وقوله صلى الله عليه وسلم: إن الله حرم علي -أو حرم- الخمر والميسر، والكوبة، وكل مسكر حرام. رواه أبو داود وأحمد والبيهقي. والكوبة: الطبل.

ويمنع كذلك الذكر مع الأغاني التي تصحبها المزامير، كما سبق لنا أن بينا في الفتوى رقم: 72002.

ولكنه لا يحصل بشيء من هذا الكفر، ما لم يكن في نية الشخص استهزاء بالله، وبالرسول صلى الله عليه وسلم.

وأما مجرد الدعاء بعد الانتهاء من الوليمة، فليس من الاستهزاء في شيء، ولا حرج فيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني