الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حديث: من بكر وابتكر، وغسل واغتسل.. هل يشمل النساء؟

السؤال

كيف أحصل على أجر حديث: من بكر وابتكر، وغسل واغتسل؟ وهل هذا الحديث خاص بالرجال، لأنهم هم من فرضت عليهم صلاة الجمعة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالحديث المذكور قد ذكرنا معناه في الفتوى رقم: 71993.

وقد قال عنه الشوكاني في نيل الأوطار: والحديث يدل على مشروعية الغسل يوم الجمعة، وقد تقدم الخلاف فيه، وعلى مشروعية التبكير والمشي والدنو من الإمام والاستماع وترك اللغو، وأن الجمع بين هذه الأمور سبب لاستحقاق ذلك الثواب الجزيل. انتهى.

والأصل كون الخطاب الشرعي شاملا للرجال والنساء إلا لدليل يقتضي التخصيص, فمثلا مشروعية غسل الجمعة شاملة للرجال, والنساء, مع أن المرأة لا تجب عليها الجمعة, جاء في شرح النووي على صحيح مسلم: فالحديث الأول ظاهر في أن الغسل مشروع لكل من أراد الجمعة من الرجال سواء البالغ والصبي المميز، والثاني صريح في البالغ، وفي أحاديث أخر ألفاظ تقتضي دخول النساء؛ كحديث: ومن اغتسل، فالغسل أفضل، فيقال في الجمع بين الأحاديث إن الغسل يستحب لكل مريد الجمعة ومتأكد في حق الذكور أكثر من النساء، لأنه في حقهن قريب من الطيب. انتهى.

وفي عمدة القارئ للعيني: إِذا جَاءَ أحدكُم ـ علم مِنْهُ أَن الْغسْل إِنَّمَا هُوَ للمجموع، وَهَذَا عَام للصَّبِيّ وللنساء أَيْضا. انتهى.

وبناء على ما سبق, فإنك ـ أيتها السائلة ـ إذا جئت بالأمور المذكورة في هذا الحديث, فإنك تحصلين على ما اشتمل عليه من الثواب, إن شاء الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني