السؤال
هل الأفضل للمرء أن يجاهد نفسه على ترك معصية ..أم الأفضل أن يفعلها ويتوب العبد بعدها توبة نصوحا؟ وأيهما أفضل للعبد؟.
هل الأفضل للمرء أن يجاهد نفسه على ترك معصية ..أم الأفضل أن يفعلها ويتوب العبد بعدها توبة نصوحا؟ وأيهما أفضل للعبد؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الواجب على العبد أن يجاهد نفسه على ترك المعاصي والبعد عنها، ولا يجوز له أن يقدم على فعل المعاصي بقصد الحصول على مقام التوبة، فالغاية لا تسوغ الوسيلة، وهل يأمن من حلول الموت قبل التوبة؟ أو يأمن من سوء العاقبة؟ قال ابن عباس رضي الله عنهما: يَا صَاحِبَ الذَّنْبِ لَا تَأْمَنْ سُوءَ عَاقِبَتِهِ.
ومع ذلك فالمجاهد لنفسه على ترك المعاصي محتاج إلى التوبة ومطالب بها لما يعتريه من التقصير، وإذا كان أشرف الخلق وسيد العابدين والمجاهدين، ومن غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، صلى الله عليه وسلم، كان يتوب ويستغفر الله في اليوم أكثر مائة مرة، فما الظن بمن هو دونه.
ولعل السائلة قد التبس عليها ما سألت عنه مع مسألة: هل التائب من الذنب يعود بعد التوبة إلى مثل حاله أو أكمل أو أنقص، وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه طريق الهجرتين هذه المسألة وذكر أدلة كل فريق ثم قال: وجرت هذه المسألة بحضرة شيخ الإسلام ابن تيمية، فسمعته يحكي هذه الأَقوال الثلاثة حكاية مجردة، فإما سألته وإما سئل عن الصواب منها؟ فقال: الصواب أن من التائبين من يعود إلى مثل حاله، ومنهم من يعود إلى أكمل منها، [مما كانت] ، ومنهم من يعود إلى أنقص مما كان. فإن كان بعد التوبة خيراً مما كان قبل الخطيئة وأشد حذراً وأعظم تشميراً وأعظم ذلاً وخشية وإنابة عاد إلى أرفع مما كان، وإن كان قبل الخطيئة أكمل في هذه الأُمور ولم يعد بعد التوبة إليها عاد إلى أنقص مما كان عليه، وإن كان بعد التوبة مثل ما كان قبل الخطيئة رجع إلى مثل منزلته. هذا معنى كلامه [رضي الله عنه] . انتهى.
وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتوى: 46873.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني