الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يُتَصور الاستغفار مع تعمد ترك الفرائض والوقوع في المحرمات

السؤال

أنا أدرس في روسيا ، وفي إحدى المرات وجدت سؤالاً من أحد المسلمين ، وضع في نفسي أيضاً طلباً للإجابة.
إذا كان في الدين أقوال تعدل من الحسنات دون أقوال ، لماذا نظل نأخذ القليل . مثلاً :
الاستغفار : أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه (ثلاث مرات) غفر له وإن كان فارا من الزحف.
فيقول لي قال : إذا كان ذلك فلماذا أظل طوال اليوم أعمل وأقول بغيرها ، وهي تكفي ثلاثاً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :

فالسؤال يكتنفه شيء من الغموض , وإن كان المقصود لماذا لا نكتفي بذلك الذكر عن القيام بالفرائض ولا نبالي بالوقوع في المحرمات؟ فجوابه: أن تلك الحسنات وعد الله بها المستغفرين، وليس العصاة العازمين على المعصية، فقوله في الحديث " مَنْ قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيَّ الْقَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، غُفِرَ لَهُ وَإِنْ كَانَ قَدْ فَرَّ مِنْ الزَّحْفِ " رواه أبو داود والترمذي , هذا ظاهر في أنه خاص بالمستغفر حقيقة، ولا يُتصور أن يكون الإنسان مستغفرا حقيقة وهو عازم على ترك الفرائض والوقوع في المحرمات اتكالا على ذلك الفضل الوارد , لأنه إن كان مصرا وعازما فهو متلاعب باستغفاره وليس طالبا للمغفرة حقيقة ولهذا قال شراح ذلك الحديث " يَنْبَغِي أَلَّا يَتَلَفَّظَ بِذَلِكَ إِلَّا إِذَا كَانَ صَادِقًا، وَأَلَّا يَكُونَ بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ كَاذِبًا، وَلِذَا روي أَنَّ الْمُسْتَغْفِرَ مِنْ الذَّنْبِ وَهُوَ مُقِيمٌ عَلَيْهِ كَالْمُسْتَهْزِئِ بِرَبِّهِ " كما في تحفة الأخوذي .

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني