الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في تكرار التوبة مع قيام أسبابها

السؤال

هل لدي وسواس التوبة؟ أم أنني من الذين يتوبون من قريب كلما أذنبت ذنبا؟ فلمجرد تأخري في ردي على أمي مثلا أتوب، أو عندما أعتقد أنني أصبت أحدهم بالعين، ويتكرر ذلك معي في اليوم تقريبا 50 مرة، فما حكم هذا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما قولك: لمجرد تأخري في ردي على أمي... فإن كنت تعني تأخر الرد لأجل التفكير فيما تجيب به، فلا يعد ذلك ذنبا يستوجب التوبة، أما إن كنت تتأخر في الإجابة لانشغالك بغير الفريضة، فهذا محرم، ولا يقال فيه لمجرد.. بل هو نوع عقوق يوجب التوبة، وراجع لزاماً الفتوى رقم: 27309.

وقد بينا العين ومدى وتأثيرها في الفتوى رقم: 100529.

وبينا بالفتوى رقم: 24373، ما يتعين على العائن فعله.

وعلى هذا، فالتوبة من كل هذا مشروعة ، لكن قد تدخل الوسوسة في اعتقاد إصابة أحد بالعين بلا مستند، أو اعتقاد العقوق مع عدم قيام سببه، فهذه وسوسة، نسأل الله أن يعافيك منها، فهي داء عضال، وراجع الفتويين رقم: 10355، ورقم: 17591، وتوابعهما.

وتكرار التوبة مع قيام أسبابها لا محذور فيها، بل هو أمر مطلوب شرعاً، قال العثيمين ـ رحمه الله ـ في تفسيره: وقوله تعالى: يحب التوابين ويحب المتطهرين ـ المحبة معروفة، والتوابين ـ صيغة مبالغة تفيد الكثرة، فالتوابون كثيروا التوبة، والتوبة هي الرجوع من معصية الله إلى طاعته.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن المؤمن خلق مفتناً تواباً نسياً إذا ذكر ذكر. رواه الطبراني، وصححه الألباني.

وراجع الفتويين رقم: 112268، ورقم: 5450.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني