الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ستر الله على عبده نعمة

السؤال

كنت أعيش في شارع تحيط به المحلات التجارية من كل جانب وفي كل محل يوجد شباب يغازلونني طوال الوقت، وكنت أبلغ 13 أو 14 سنة وكنت قادمة من دولة عربية لا يوجد بها اختلاط كثير، وكنت فرحة بهذا الاهتمام وأقصى ما كنت أفعله أن أضحك من وراء الشباك، ويشهد الله أنني لم أقف مع أحد منهم أبدا، ولم أكلمه أبدا، ولم أخرج معه أبدا، والمرة الوحيدة لما ابن الجيران أوقفني مرة في الشارع قلت له إن عليه أن لا يعملها ثانية، لأنني لا أحب أن يراني أحد في هذا الوضع، وبعدها صار ينتظرني بعد المدرسة ويمشي بجنبي وأنا مع صديقاتي ، وكنت أتضايق كثيرا جدا وأسرع خطواتي، ومرت الأيام وانتقلنا من المنطقة وتركت كل السخافات التي كنت أعملها وتبت أكثر من مرة وبكيت أن يسامحني الله وينسيني الغباوات السابقة، وبعدها كنت أرى شابا من منطقتي القديمة، وبعد8 سنين من تركي المنطقة القديمة فوجئت وأنا في طريقي إلى الشغل بهذا الشاب يمر بجنبي ويقول: لقد افتضحت في منطقة محترمة ـ ومن هذه الصدفة المشؤومة وعندي إحساس أن الله كشف ستري وسمعتي على كل لسان في منطقتي القديمة التي تركتها ونفستي مدمرة وأبكي طوال الوقت وأمي تسألني وليست عندي الجرأة أن أقول لها..... وفي مجتمعنا الشرقي سمعة الفتاة تؤثر على سمعة العائلة بأكملها.. بالله عليكم قولو لي ماذا أفعل؟ لساني لا يتوقف عن ذكر الله وذكر الدعاء بالستر والاستغفار، ووضعت وردا يوميا بأذكار أردد كل واحد منها 100 مرة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لك التوفيق والسداد، وننصحك بالإعراض التام عن هذه الوسوسة، فهي من كيد الشيطان، فإن من مقاصد عدو الله إبليس إدخال الحزن والهم على المؤمن ليقعده بذلك عن ما ينفعه، واعلمي أن من اتقى الله فإن الله يكفيه كل ما أهمه، فلا تلقي بالا لهذا الوسواس ولا تلتفتي إليه، والجأي إلى الله وعلقي قلبك به سبحانه، وأحسني ظنك بربك، فالله عند ظن عبده به، وأكثري من الدعاء بأن يسترك الله في الدنيا والآخرة، فإن الله حيي كريم يستحيي إذا رفع العبد إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين ـ كما جاء في الحديث الذي أخرجه الترمذي ـ وما كان منك من ذنب قد ستره الله عليك ولم يعلم به أحد من قرابتك فاحمدي الله تعالى على ذلك واستري على نفسك ولا تحدثي بذلك أحدا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني