الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة من الصداقة الخاطئة مقبولة

السؤال

وأنا صغير سني لم يتجاوز الـ: 8 مارست الشذوذ الجنسي مع صديق لي في مثل سني، وعند ما كبرت مارست العادة السرية، ولكني بفضل الله أقلعت عنها وكذلك صديقي أيضا، وتبنا إلى الله. نكره أنفسنا حين نتذكر هذه الفعلة، وأنا الآن شديد الخوف من الله. وعند ما قرأت مقالا عن النار خفت أكثر، وتأتيني في نفسي وسوسة -والعياذ بالله- سب الله عز وجل، ولكني أستعيذ وأنفر بقوة. فما حكم الدين في هذه الصداقة, وهل يغفر الله ذنبي أم إني في تعداد الكافرين مع العلم أني أتصدق وأصلي؟ وهل يتوب الله علي ويوفقني في حياتي ولكني أقول في نفسي كيف يوفق الله شخصا مثلي ويساويني بالذي لم يرتكب مثل هذا الذنب فيصيبني اليأس؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لك ولصديقك الثبات على التوبة والطاعة، ومن تاب فقد تاب الله عليه.
ونوصيك بأن تهون على نفسك، فإن ما وقعت فيه أنت وصديقك قبل البلوغ لا تؤاخذان عليه لكونكما غير مكلفين؛ وراجع في ذلك الفتوى رقم: 37005.
وكذلك مما ينبغي أن تفرح به ما منّ الله عليكما بالتوبة من الاستمناء (العادة السرية)، وما وفقكما للعمل الصالح؛ فإنه فضل الله يؤتيه من يشاء. فاحرصا على التناصح بينكما، والتنافس معا في الخيرات، وأن تكون صداقتكما وحبكما في الله ولله، فإن كنتما كذلك فاحرص على صديقك وداوم على صحبته.
واعلم أن محاسبة النفس ينبغي أن تكون دافعاً للمرء للمزيد من الاستقامة، لا هاجسا يطارده، وقد يقعده في طريق سيره إلى الله تعالى، ومما يعينه في هذا السبيل صدقه وإخلاصه لله، وحسن ظنه به.
ونحذرك أشد الحذر من الوساوس التي يلقيها الشيطان في قلبك ليكدر صفو عيشك، ويفسد عليك حياتك، وأنت على الإسلام والحمد لله، ولا تخرج منه بمجرد هذه الوساوس، فإنك والحمد لله كاره لها، نافر منها وإن حاول الشيطان أن يوهمك غير ذلك، فثق واجزم بأن هذه الوساوس لا تضرك أبدا ولا تؤثر في إيمانك، بل هي علامة على صحة الاعتقاد وقوة الإيمان، فقد جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان. رواه مسلم.
قال النووي رحمه الله: معناه: استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه، ومن النطق به ـ فضلاً عن اعتقاده ـ إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالاً محققاً، وانتفت عنه الريبة والشكوك. انتهى.
وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتوى: 70476.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني