الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خوف الإنسان من خطر المعصية وعقوبتها أمر محمود

السؤال

أنا شاب ملتزم، لكن تراودني شكوك كلما فعلت أشياء غير لائقة كالسب، أو رمي النفايات بأن الله سيعاقبني، أو ينقص من درجاتي الدراسية، أو أي شيء من هذا القبيل, فما الحكم في هذا التفكير؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنا نهنئك على الالتزام، ونفيدك أن تفكير الإنسان وخوفه من خطر المعصية أن تسبب له حرمانًا من الرزق أو عقوبة، أمر محمود، فلا شك أن الذنوب من أسباب نزول المصائب، وحلول النقم، وزوال النعم، فما من مصيبة تنزل بالعبد إلا بكسبه وما جنت يداه، كما قال تعالى: أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. {آل عمران:165}.

وقال سبحانه وتعالى: وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {السجدة:21}.

قال بعض المفسرين: مصائب الدنيا.

وقال سبحانه وتعالى :وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ. (الشورى:30).

وفي مسند أبي يعلى عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أصابكم من مرض، أو عقوبة، أو بلاء في الدنيا فبما كسبت أيديكم.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة في جسده، وفي ماله، وفي ولده حتى يلقى الله وما عليه خطيئة. رواه أحمد والترمذي وغيرهما, وقال الترمذي: حسن صحيح.

ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. رواه أحمد وابن ماجه، وصححه ابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي، وصححه المنذري, وحسنه العراقي والبوصيري والأرنؤوط.

وراجع الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 49228، 41620، 40632، 56211.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني