الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفكر في الطلاق لتكاسل زوجها عن بعض الصلوات بسبب النوم

السؤال

ماذا أفعل مع زوجي المتاكسل عند صلاة الفجر وينام عن بعض الصلوات بسبب الخمول والتعب، ولا أشعر أنه يتضايق بسبب فوات وقتها ولكنه يقضيها عندما يستيقظ، حاولت كثيرا لكنه رفض بحجة عدم تقبله لأوامر أحد وأنه ينوي الالتزام، وقد مضى على ذلك سنتان بعد الزواج، وعندي طفل، وكنت أحلم بأن يكون حافظا لكتاب الله ومن رواد المساجد، لكن هذا الأمل بدأ يضيع بسبب والده، لأنه ليس بقدوة
علما بأنني تزوجته بسبب ظني أنه ملتزم، وهذا ما لم أجده بعد الزواج، وهو شخص خلوق وكريم ويحب الفقراء ويزكي ويتبرع لكن مشكلته في الصلاة، وليس حنونا ويكبرني بـ: 12 سنة، وهذا ما زاد صعوبة إقناعه، أصبحت لا أطيق الوضع، فالمستقبل أسود وأكره عيشتي معه وأتمنى الموت كل يوم، فهو صعب المزاج، وأفكر في الطلاق لأضمن لابني أن يتربى عند والدي، فهو شخص متدين وسأكون سعيدة جدا بالعيش معه، فأنا متدينة، وقد نفد صبري، ومضت سنتان من عمري لم أشعر فيهما بالسعادة، وأنا مغتربة، وهو يمنعني من العلاقات، وقليل خروجنا، فقد نفد صبري وبت أخشى على نفسي المرض من كثرة الكتم، لأنني لا أخرج أسرار بيتي لأهلي، وأعاني من ضعف جسدي بسبب الضغط النفسي، أفتوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله سبحانه أن يهدي زوجك، ويحيي قلبه بالتقوى، وننصحك بالاستمرار في نصحه وتذكيره بالله سبحانه وعظم قدر الصلاة وأهمية إقامتها في أوقاتها، قال تعالى: إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا {النساء:103}.

وقد سأل عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها، قال: ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قال: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله. متفق عليه.

وفي صحيح البخاري من حديث سمرة بن جندب ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤيا قال: أما الذي يثلغ رأسه بالحجر، فإنه يأخذ القرآن فيرفضه، وينام عن الصلاة المكتوبة. يثلغ: يكسر ويشج.

وقد ذكرنا بعض وسائل إصلاح الزوج في الفتوى رقم: 114217.

وننصحك بأن يكون نصحك لزوجك بالأسلوب الحسن اللائق، لا سيما وقد ذكرت أنه يكبرك باثني عشر عاما، ولا تيأسي من إصلاحه، وبخصوص حرصك على إيقاظ زوجك للصلاة نسأل الله أن يجزيك خيرا وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتك، وقد سبق الكلام على حكم إيقاظ النائم للصلاة في الفتوى رقم: 100924.
وأما عن قلة الخروج من البيت: فالأفضل في حق المرأة هو قرارها في بيتها، وألا تخرج إلا لحاجة، وراجعي الفتويين رقم: 20363، ورقم: 136541.

وأما عن منعه لك من العلاقات: فراجعي الفتوى رقم: 157921.

وإذا استمر تهاون الزوج في صلاته، وبقيت الحياة متأزمة بينكما ولم يعد بوسعك الصبر، فيمكنك طلب الطلاق أو الخلع منه وذلك بعد الاستخارة والاستشارة، والالتجاء إلى الله عز وجل بالدعاء أن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 80444، 114108، 8519.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني