الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنجس الهواء برائحة العطور الكحولية وساوس لا حقيقة لها

السؤال

أنا مصاب بالوسواس القهري منذ أربع سنوات، وأريد أن أسأل سؤالا حول العطور المحتوية على كحول، فقد أصبحت أعاني كثيرا بسبب الوسوسة، فأنا أدرس في الجامعة وإذا سلمت على أحد من أصدقائي وكان يضع هذه العطور فإنني أفكر في أنه يجب أن أغسل يدي، وذلك يشق علي لكثرة من أسلم عليهم، وإذا وضعت يدي على ملابسي بعد التسليم فإنني أخشى أن تكون ملابسي قد تنجست، وأحيانا وأنا أصلي في مصلى الجامعة تكون هناك رائحة عطور كحولية، فهل علي أن أقطع الصلاة بسبب تنجس الهواء؟ وهل انتشار هذا العطور في الهواء يسبب تنجس ملابسي؟ ودائما أحاول أن أساعد نفسي في التغلب على الوسواس بحادثة أن الصحابة عندما نزل تحريم الخمر صبوا الخمر في شوارع المدينة حتى صارت طرقها حمراء، ومن المعروف أن الخمر ينتشر في الهواء، ومن المؤكد أن سكان المدينة مشوا في شوارعها وأصابهم الخمر، فلو كان نجسا لما سمح لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بصبه في الطرق، وأفسر أمر الرسول عليه السلام الصحابة بغسل الوعاء المحتوي على الخمر ودهن الخنزير أن الوعاء يكون للأكل أو الشرب، فإذا لم يغسل فسيخالط الخمر الطعام أو الشراب فيصل الخمر إلى البطن، أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما ذكرت من تجنس الهواء برائحة العطور الكحولية ضرب من الوساوس لا حقيقة له، فالهواء لا يتنجس بهذا, وأما عن معاناتك من وراء مسألة نجاسة هذه العطور: فبصرف النظر عن الدخول معك في تفاصيل ما ذكرت, فالأصلح لمثلك من الموسوسين أن تعمل بقول من يقول بطهارتها رأسا وتريح نفسك من كل هذه المشقة والعنت، وأخذ الموسوس بأيسر الأقوال جائز، وليس من تتبع الرخص المذموم، وراجع الفتويين رقم: 181957، ورقم: 186625.

وللفائدة راجع الفتوى رقم: 3086، وهي في الوسواس القهري: ماهيته ـ علاجه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني