السؤال
أريد النصيحة والموعظة؛ فشهوتي ستهلكني: أزني ثم أتوب, ثم أعود للزنا أو للعادة السرية ثم أتوب, وهكذا, مع العلم أني أحافظ على الصلاة في المساجد, وقراءة القرآن, والصدقة, وفعل الخير, ولا أستطيع الزواج؛ لأني ضعيف ماديًا, فأنقذوني - جزاكم الله خيرًا -.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم - هداك الله - أن الزنى من أعظم الموبقات, وأقبح الذنوب المهلكات، وقد توعد الله على فعله بعظيم العقوبة، وراجع الفتوى رقم: 156719 للأهمية، فإذا تبين لك هذا فإنك على خطر عظيم, لو لم تبادر بالتوبة النصوح إلى ربك تبارك وتعالى، تلك التوبة المشتملة على الإقلاع عن الذنب, والعزم الأكيد على عدم العودة إليه, والندم الشديد على ما اقترفته من المنكر، ومما يعينك على التوبة أن تتفكر في قبح الجناية, وتستحضر موقفك بين يدي الله سبحانه غدًا, وتعلم أن الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وأن تتفكر في اطلاع الله عليك, وإحاطته بك, وأنه لا يخفى عليه مثاقيل الذر من عملك، وأن تكثر من الصيام, وتلزم الدعاء والذكر واللجأ إلى الله تعالى أن يمن عليك بالتوبة النصوح، وأن تصحب أهل الخير, وتجانب كل الأسباب التي توقعك في هذا المحظور العظيم، والعادة السرية كذلك محرمة لا يجوز الإقدام على فعلها، بل تجب التوبة منها, ويعينك على ذلك الاستعانة بما قدمناه من الوسائل، وانظر الفتوى رقم: 7170.
واعلم أنك إذا تبت إلى الله توبة نصوحًا, وأقلعت عن هذه الأفعال الذميمة أقال الله عثرتك, وغفر زلتك, وتداركك برحمته, فإنه سبحانه هو الغفور الرحيم، وقد قال جل اسمه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
وأنت على خطر عظيم إن لم تبادر بالتوبة النصوح، فتدارك نفسك - عبد الله - من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله - نسأل الله أن يمن عليك بالتوبة النصوح -.
والله أعلم.