السؤال
هل صحيح أن جميع الأحاديث التي تتحدث عن عدد الأنبياء والرسل ضعيفة؟ وشكرًا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأحاديث الواردة في عدد الأنبياء والرسل ليست كلها ضعيفة, بل هناك من أهل العلم من صحح بعضها, مثل الحديث الذي رواه الإمام أحمد في المسند عن أبي ذر قلت: يا رسول الله كم المرسلون؟ قال: «ثلاثمائة وبضع عشر جما غفيرا" وفي رواية عن أبي أمامة قال أبو ذر: قلت يا رسول الله كم وفاء عدة الأنبياء؟ قال: «مائة ألف وأربعة وعشرون ألفًا, الرسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جمًّا غفيرًا" ونحوه في معجم الطبراني, وقد علق الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة على هذا الحديث تعليقًا مستفيضًا, وناقش أسانيده, وماله من شواهد, ثم قال في خلاصة تعليقه: وجملة القول: إن عدد الرسل المذكورين في حديث الترجمة صحيح لذاته، وأن عدد الأنبياء المذكورين في أحد طرقه، وفي حديث أبي ذر من ثلاث طرق، فهو صحيح لغيره، ولعله لذلك لما ذكره ابن كثير في "تاريخه" (1 / 97 ) من رواية ابن حبان في "صحيحه" سكت عنه، ولم يتعقبه بشيء، فدل على ثبوته عنده, وكذلك فعل الحافظ ابن حجر في "الفتح" (6 / 257) والعيني في "العمدة" (7 / 307)، وغيرهم، وقال المحقق الآلوسي في "تفسيره" (5 / 449): "وزعم ابن الجوزي أنه موضوع، وليس كذلك, نعم، قيل: في سنده ضعف جبر بالمتابعة", وسبقه إلى ذلك والرد على ابن الجوزي الحافظ ابن حجر في "تخريج الكشاف" (4 / 114)، وهو الذي لا يسع الباحث المحقق غيره كما تراه مبينًا في تخريجنا هذا - والحمد لله -. انتهى
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني