السؤال
فضيلة الشيخ: والدتي المكرمة جميع من حولنا يكرهها ويمقتها، ووالدي عانى من عنادها ومكابرتها 30 سنة من الزواج وقد قام بتطليقها وتزوج امرأة أخرى، وللأسف يا شيخ قد ابتلينا بها فهي دائما تسبب المشاكل في البيت ومع أي ضيف يأتي تسبب المشاكل وكل من حولنا يمقتها
ونحن أولادها نعاملها بأقصى احترام، ومن ناحيتي لم أعد أقدر على التحمل، وفي بعض الأحيان أرفع صوتي عليها، وهذا نادر جدا، فهل أستطيع أن أبتعد أو أجلس في غرفة غير التي تجلس فيها اجتنابا للمشاكل، وآسف على الكلمة فلو ماتت لن أحزن عليها!! ومتضايق من ذهاب والدي لأن الأب هو البناء الحقيقي للبيت، وهي جالسة تهدم هذا البيت، فما حكم الابتعاد عنها وعدم التحدث معها اجتنابا للمشاكل؟ وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمهما كان حال الأم فإن لها منزلة عظيمة وحقا مؤكدا ولا تجوز الإساءة إليها أو التقصير في برها، فقد أمر الله بالمصاحبة بالمعروف للوالدين المشركين اللذين يأمران ولدهما بالشرك، وانظر الفتاوى الفتاوى التالية أرقامها: 103139، 101410، 68850.
فعليك بالاستعانة بالله والاجتهاد في برها والإحسان إليها والدعاء لها، وعدم الاستسلام لمشاعر الكراهية نحوها، والنظر إلى الجوانب الطيبة في سلوكها، وما جعل الله لها من الحق لما لاقته في الحمل والوضع والتربية في الصغر، وانظر الفتوى رقم: 76303.
واحذر من مخاطبة أمّك بصوت مرتفع ونبرة غاضبة فذلك من العقوق الذي نهى الله عنه، ولا يجوز لك هجرها؛ لكن إذا كان ابتعادك عنها بالجلوس في غرفة أخرى في بعض الأوقات لا تتأذى به أمك فلا حرج فيه، واعلم أنك إذا قمت بما يجب عليك نحوها، فإنه لا يضرك ما تجده في قلبك من الكراهية لها، لكن ننبهك إلى أنّ مقابلة السيئة بالحسنة مما يجلب المودة ويقي شر نزغات الشيطان، قال تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}.
فإذا كان ذلك مع بعض الأعداء فكيف بالوالدين اللذين هما أرحم الناس بولدهما؟.
والله أعلم.