السؤال
أنا أعاني من شعور قاس بالظلم المستمر منذ طفولتي، ومن أهلي خاصة، وكنت أتوعد بالانتقام منهم عند ما أكبر، وهجرانهم، لكن عند ما كبرت وأدركت أن هذا غير جائز، كتمت ما في نفسي ابتغاء مرضات الله، ولكن من حين إلى آخر نتشاجر أنا وأمي، وأحيانا يندفع ما في قلبي عن إهمالها لنا، وسوء رعايتنا أطفالا، وهي وأبي منفصلان منذ كنت طفلة صغيرة، الآن عندي أبناء ولا أقبل بطريقتها في معاملتهم ضد تربيتي وتربية أبيهم لهم، وهي تتعمد ذلك وتتشاجر معي، ومع زوجي كثيرا بسبب ذلك، ولا تهتم للناصحين لها، وهي دائمة الدعاء علي حتى لأجل أتفه الأمور، بل بلغ بها الأمر حد الدعاء على جنيني داخل بطني، حتى إنها ذهبت إلى الأزهر واستفتتهم في أنها دعت بالسوء على أمها وعلي، واستجاب الله لها، ثم ندمت على ذلك، فأفتوها بأن استجابة الله لها ليست دليلا على قربها من الله، وإنما ستحاسب على هذا، وأنه من شرور نفسها، وعليها بالتوبة والاستغفار، ومع ذلك لم تنته. ولأقل شيء ترجمني بألوان من سوء الدعاء، وتهددني بدعائها عليّ. وأبي لا يختلف عنها كثيرا في السلوك إلا أن احتكاكي به مرات معدودة في السنة، والاثنان يجمعهما الظلم والافتراء، والدعاء بالسوء للانتقام فقط. وأحاول التجاوز عن هذا لله ما استطعت. لكني لاحظت أني أتعرض للكثير من المظالم في حياتي بشكل عام، وأتغاضى عن الكثير وأقول هذا ابتلاء، وذاك رفع درجات، وهذا حال آخر الزمان، ولامني المقربون على عدم محاولتي الانتصار لنفسي، وأنا أظن أن أسباب النصر غالبا ما تكون غير كافيه لنصرتي، فأحتسب وأحترق في نفسي. ثم زاد الأمر سوءاً فحتى عند ما آخذ بأسباب النصر لا أنتصر عادة بل ويزداد ظلمي أكثر!! حتى في محاولاتي رفع الظلم عن غيري لا أدري ماذا يحدث، يسبب لهم تدخلي المزيد من المشاكل، وأقول لنفسي ما لكم كيف تحكمون! فقدت الثقة بنفسي، وصلت لمرحلة التخبط، والتساؤل والحيرة والبكاء. هل حقاً ما أعانيه لسنين من مظالم متفرقه هو ابتلاءات فقط؟ هل أزكي نفسي بثواب المظلوم هباء ؟ لا أدري ما أقول لله عن حالي لكن أقول لنفسي ربما هذا ظني في الدنيا أني مظلومة، وفي الآخرة أفاجأ بأني لا حق لي في شيء، ولم يظلمني أحد بل وقد أكون أنا الظالمة؟؟ ليس ظلماً من الله لي حاشا، ولكن قد يريني الله ما لم أر من سوء نفسي في الدنيا بالحق؟!
هل ما أنا فيه من عدم توفيق، وعدم استقرار، وعدم الانتصار هل هو غضب من الله؟ هل بسبب سوء ما بيني وبين أهلي؟ هل أتوقف تماماً عن محاولاتي البائسة في رفع الظلم عن نفسي حتى لا أصاب بخيبة أمل من الفشل الكثير والمتكرر؟ لم أعد أدرك كيف عليّ التصرف وكيف أظن في الله، وكأني أفقد عقلي مرة بعد مرة. ماذا أفعل؟