الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يضر دعاء الوالدين إذا أحسن إليهما الابن ولم يقصر في برهما

السؤال

بماذا تنصحون أختا ملتزمة، لها أم دائما تدعو عليها، وتسبها رغم المجهود الذي تقوم به معها. فمن دعائها عليها أن يصيب هذه الأخت مرض السرطان، ومن أنواع السب أنها تقول لها يا بنت الحرام، والحالة النفسية لهذه الأخت حاليا في تدهور من تصرفات أمها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كانت هذه الأم تسب بنتها بهذه الألفاظ، وتدعو عليها بهذه الدعوات، فهي مسيئة بلا ريب، فعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ..لاَ تَدْعُو عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلاَ تَدْعُو عَلَى أَوْلاَدِكُمْ، وَلاَ تَدْعُو عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لاَ تُوَافِقُوا مِنَ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ .. رواه مسلم في صحيحه.

لكن مهما كان حال الأم، ومهما أساءت لبنتها، فإن لها عليها حقا، ولا يجوز للبنت مقاطعتها أو الإساءة إليها، فإن الله قد أمر بالمصاحبة بالمعروف للوالدين المشركين اللذين يأمران ولدهما بالشرك، فالواجب نصح الأم بالكف عن الإساءة لبنتها، ونصح البنت ببر أمها والإحسان إليها حسب استطاعتها، ولتعلم البنت أنها إذا قامت بما يجب عليها نحو أمها من البر، فلا يضرها بعد ذلك غضبها أو دعاؤها عليها.

قال ابن علان: (ودعوة الوالد على ولده) أي إذا ظلمه ولو بعقوقه. دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين.

وقال المناوي: وما ذكر في الوالد، محله في والد ساخط على ولده لنحو عقوق. التيسير بشرح الجامع الصغير ـ للمناوي. وانظر الفتوى رقم: 65339.

وعلى البنت أن تصبر وتبشر خيرا ببرها لأمها وصبرها على أذاها، فإن لها بذلك أجرا عظيما، قال تعالى:.. إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف:90}. وينبغي على البنت حين تعامل أمها أن تحرص على إلانة الكلام وحسن الفعال ولو أساءت الأم، فإنّ مقابلة السيئة بالحسنة مما يجلب المودة ويقي شر نزغات الشيطان، قال تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ. فصلت(34).

فإذا كان ذلك مع بعض الأعداء فكيف بالأم التي هي أرحم الناس بولدهما ؟
وللفائدة ننصح البنت بالتواصل مع قسم الاستشارت بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني