السؤال
أنا امرأة متزوجة منذ 4 سنين، لم أر السعادة في بيتي المستقل، حيث إن بيتي دائما محل ضيافة لأهل زوجي، وإن كنت مسافرة لبيت أهلي يأتون ويجلسون فيه متى شاءوا (أهل زوجي وأولادهم، وبناتهم المتزوجات مع أزواجهم) حيث يتصرفون فيه كيف يشاءون ويطبخون، وينامون، ويستقبلون حتى ضيوفهم في بيتي. ويأخذون ما يحلو لهم في بيتي، ويغيرون ما في البيت حتى قطع من ذهبي وغيرها أصبحت مفقودة. لكني أعاني من زوجي الذي لا يستطيع الوقوف في جانبي ضد أهله ليفهمهم أن هذا غلط وحرام؛ لأنهم سيقاتلونه ويقاطعونه. وإذا فتحت الموضوع مع زوجي لا يسمح لي بالنقاش، ويقول لي هذه أمي وأنا لا أطردها، ويقاطعني ويهجرني.
فما الحل وفقا للشريعة الإسلامية؟ وكيف لي أن أتكلم مع زوجي وهو يصدني ولا يسمح لي بالكلام عن ما يحدث؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمسكن المستقل حق من حقوق الزوجة على زوجها، لتدفع عن نفسها الحرج، وتمارس فيه خصوصيات حياتها الزوجية من غير ضرر يلحقها من ذلك. والزوج وإن كان له الحق في استضافة من شاء من أهله أو غيرهم، إلا أنه ينبغي أن لا يكون ذلك على وجه تتأذى منه زوجته ويلحقها منه ضرر، بل يجب عليه أن يدفع عنها أذاهم.
وأما بالنسبة لخدمة الزوجة ضيوف زوجها، فراجعي الفتوى رقم: 181879 ففيها ما يكفي. وينبغي لزوجك أن لا يثقل عليك في هذا الجانب، بل يعينك ويحث أهله على إعانتك، أو يجلب إليك خادمة تعينك. وقد أوجب بعض الفقهاء على الزوج خادما إن كانت الزوجة لا يخدم مثلها كما أوضحناه بالفتوى رقم: 138123.
وأما بقاء أهل زوجك في البيت عند غيابك وتصرفهم فيه كيفما يشاءون، فإن كان البيت ملكا لزوجك، وأذن لهم فيه، فله ذلك، ولكن ما كان من الأثاث ملكا لك لا يجوز لهم التصرف فيه، أو استعماله إلا برضاك. وراجعي الفتوى رقم: 146597.
وننصحك على كل حال بأن يكون لك في البيت غرفة أو أكثر تحافظين فيها على حاجياتك الخاصة، لتأمني أن تصل إليها أيدي العابثين. وانظري الفتوى رقم: 193307 والفتوى رقم: 125675.
وينبغي أن يسود بين الزوجين التفاهم في أمر حياتهما الزوجية، فلا يسد أحدهما الباب أمام الآخر في هذا السبيل.
ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 165151.
والله أعلم.