الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم وجود أثر للمني بعد الاغتسال

السؤال

السؤال الأول: أنا احتلمت ثم غسلت ذكري واغتسلت من الجنابة, وبعد الاغتسال بتسع ساعات تقريبًا ذهبت لأقضي حاجتي في دورة المياه, ووجدت على الجزء العلوي للذكر شيئًا يابسًا, ولا أعلم هل هو مني أم لا؟ مع العلم أني كنت مستيقظًا طول تلك الفترة, ولم أحس بخروج شيء, وأنا في حيرة من أمري: هل أغتسل أم لا؟
السؤال الثاني: أنا أطيل الاغتسال من الجنابة, وأظل ساعتين أو ثلاث في الاغتسال, وهذا يرهقني جدًّا.
بارك الله في جهودكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه, أما بعد:

فلا يلزمك إعادة الغسل ما دمت شاكًّا في كون ما رأيته جافًا منيًا أم غيره, وقد سبق أن بينا أن من شك في الخارج هل هو مني أم لا لم يلزمه الغسل, وأنه مخير بين أن يجعله منيًا فيغتسل, أو غيره فيستنجي, ولو تحققت أنه مني لم يلزمك الغسل أيضًا؛ لأنه إن كان بقية من المني الذي اغتسلت له لم يلزمك إعادة الغسل عند كثير من الفقهاء, وهو مذهب المالكية والحنابلة, والمحكي عن علي بن أبي طالب وابن عباس - رضي الله عنهما -, وإن كان منيًا متجددًا فإن من خرج منه المني بدون شهوة لم يلزمه الغسل في قول جمهور أهل العلم, وانظر الفتوى رقم: 137307عن مذاهب العلماء فيمن خرج منه المني بعد غسله, وانظر الفتوى رقم: 127275 فيما يلزم المرء إذا خرج منه المني بغير شهوة.

وأما إطالة أمد الاغتسال من الجنابة بالمقدار الذي ذكرته فلا شك أنه من الوسوسة الشديدة التي أرهقت بها نفسك, ولم يكلفك بها الشرع, فالغسل من الجنابة هو تعميم البدن بالماء بنية رفع الحدث, وهذا لا يستغرق إلا دقائق معدودة, فهو أيسر مما تفعله, وانظر للأهمية الفتوى رقم: 126996.

والله تعالى أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني