السؤال
أولا ولله الحمد أنا أتبع السلف الصالح لكنني مسلم منذ 5 سنين فقط ولدي سؤال بخصوص الفتوى رقم: 38987، فقد ذكرت أن التوحيد عند الأشعرية نفي التثنية أو التعدد، أما التوحيد وما يقابله من الشرك كما هو الشأن عند السلف الصالح فليس لهم عناية به، فهل يعني هذا أن عقيدة السلف الصالح تقبل بالتعدد أو لا تنفي التعدد؟ وأعتذر إذا كان هذا جهلا مني في الفهم، لأنني ضعيف في اللغه العربية، وأتمنى أيضاً أسماء كتب في تقوية اللغة لدي، وجزاكم الله كل خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحاشا لله أن يكون أهل السنة يجوزون على الله تعالى التعدد، بل من اعتقد جواز وجود إلهين اثنين فهو كافر خارج من ملة المسلمين، بل مرادنا في الفتوى المذكورة أن من صرف العبادة لغير الله فهو مشرك بالله وإن اعتقد أن الله وحده هو الخالق المدبر للكون، فلا ينفع الاعتقاد بأن الله وحده هو الخالق الرازق المدبر للكون حتى يصرف العبد جميع عباداته لله وحده خلافا لما يوهمه كلام بعض المتكلمين من أن التوحيد هو اعتقاد أن الله وحده هو الخالق لهذا الكون، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وأيضا ففي القرآن في مواضع كثيرة يبين لهم قبح ما هم عليه من الشرك وغيره بالأدلة العقلية ويضرب لهم الأمثال، كقوله تعالى: قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون، وقوله: أفلا تتقون، وقوله: فأنى تسحرون ـ فهذا يقتضي أن اعترافهم بأن الله هو الخالق يوجب انتهاءهم عن عبادتها، وأن عبادتها من القبائح المذمومة، ولكن هؤلاء يظنون أن الشرك هو اعتقاد أن ثم خالق آخر، وهذا باطل، بل الشرك عبادة غير الله وإن اعترف المشرك بأنه مخلوق. انتهى.
وليس المراد كذلك أن الأشاعرة يجوزون عبادة غير الله، بل المراد أن بعض المتكلمين في التوحيد يقصرون معناه على ما ذكر ولا يعتنون العناية الكافية بتقرير معنى التوحيد على وجهه وبيان ما يضاده من الشرك.
وأما اللغة: فإن فروعها كثيرة، ويمكنك أن تبدأ في النحو بمختصر كالآجرومية مع شرح يسير له كشرح الشيخ محيي الدين عبد الحميد، وتأخذ في البلاغة كتابا سهلا ككتاب البلاغة الواضحة مع الإكثار من القراءة لمن عرفوا بحسن الأسلوب وجودة العبارة من الأدباء.
والله أعلم.