الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأمية لغير النبي صلى الله عليه وسلم ليست صفة فضل ولا مدح

السؤال

ما حكم من يستهزئ ويستهين بالأمية أو بشخص أمي وهو يعلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان أميا ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الأمية لغير النبي صلى الله عليه وسلم ليست صفة فضل ولا مدح، فالإسلام قد حث على التعلم قال تعالى: هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ {الزمر:9}.

وحث صلى الله عليه وسلم أتباعه على التعلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: طلب العلم فريضة على كل مسلم. رواه ابن ماجه وغيره، وصححه الألباني.

وأول ما ينبغي تعلمه هو القراءة والكتابة لأنهما بوابتا الدخول إلى سائر العلوم.

وأما كون النبي -صلى الله عليه وسلم- كان أميا فإن ذلك لا يبرر الأمية لغيره؛ لأن أميته صلى الله عليه وسلم كانت معجزة له وكمالا. فلو كان متعلما لقيل إنما تعلم هذه المعارف والعلوم من غيره وعن طريق القراءة والكتابة، قال الله تعالى: وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ {العنكبوت:48}.

مع أنه وقع اختلاف فيما إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد ظل على أميته إلى أن توفي، أم أنه تعلم القراءة والكتابة بعد أن بعث بفترة. وكنا بينا شيئا من ذلك في الفتوى رقم: 11425.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني