الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تنعقد اليمين إلا إذا تلفظ بها صاحبها

السؤال

كنت أمزح مع خالتي وكان مزاحي به كذب، فقالت لي والله لكي تتأكد مما أقوله لها، فوصلت كلامي بالمزاح دون قصد نية إجابتها، فهل هذا يعتبر قسما منها علي أو سؤالا بالله؟ وفي كل الحالات أعلي كفارة يمين سواء كانت في نيتي إجابتها أم واصلت المزاح دون نية إجابتها؟وبصفة عامة إذا سألني إنسان بالله أو أقسم علي بالله أن أقول له الحق في أمر ما فكذبت عليه وعقدت النية أن أكذب عليه ولكنني لم أتلفظ بلفظ من ألفاظ القسم، وهذا الأمر لا يترتب عليه ضياع حقوق، فما حكم ذلك؟ وهل يعتبر يمين غموس أم يمينا منعقدة؟ وهل علي كفارة في ذلك؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولاً أن ننبه الذي يمزح فيكذب بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو داود وغيره: أنه صلى الله عليه وسلم قال: أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه. حسنه الألباني.

وبخصوص سؤالك: فإن ما جرى لك لا يعتبر يمينا ما دمت لم تحلف باسم من أسماء الله تعالى أو بصفة من صفاته، لأن اليمين لا تنعقد إلا إذا تلفظ بها صاحبها، فلا تنعقد بمجرد النية.. كما سبق بيانه في الفتويين رقم: 61298، ورقم: 32909.

لكن من حق المسلم على أخيه أن يبر يمينه، فمن حلف عليك بالله لتخبره بالحق فيستحب لك أن تبر يمينه فتخبره بما طلب منك وإن لم تخبره فلا إثم عليك، أما الإخبار بالكذب فلا يجوز بحال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني