السؤال
يا شيخ أنا طالب أعاني من ضعف البصر وأريد الالتحاق بالكلية العسكرية، لكن لا يسمح بذلك إلا لمن كان بصره سليما تاما، فنصحني الكثير بالقيام بعملية الليزر، لكن هذه العملية مكلفة جدا، فهل يجوز أن أدعو الله أن يرجع بصري سليما كما كان؟ أم يعد هذا من الاعتداء في الدعاء؟ و جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا حرج بالدعاء المذكور، لأنه ليس محالا ولا ممنوعا في الشرع ويدل لذلك ما في صحيحي البخاري ومسلم من قصة تمني الأعمي أن يرد الله بصره وأعطاه الله ذلك، فقد روى البخاري ومسلم أن أبا هريرة ـ رضي الله عنه ـ حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى بدا لله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا فأتى الأبرص فقال أي شيء أحب إليك؟ قال لون حسن وجلد حسن قد قذرني الناس قال فمسحه فذهب عنه فأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا، فقال أي المال أحب إليك؟ قال الإبل أو قال البقر هو شك في ذلك أن الأبرص والأقرع قال أحدهما الإبل وقال الأخر البقر ـ فأعطي ناقة عشراء فقال يبارك لك فيها، وأتى الأقرع فقال أي شيء أحب إليك؟ قال شعر حسن ويذهب عني هذا قد قذرني الناس، قال فمسحه فذهب وأعطي شعرا حسنا قال فأي المال أحب إليك؟ قال البقر قال فأعطاه بقرة حاملا وقال يبارك لك فيها، وأتى الأعمى فقال أي شيء أحب إليك؟ قال يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس قال فمسحه فرد الله إليه بصره قال فأي المال أحب إليك؟ قال الغنم فأعطاه شاة والدا فأنتج هذان وولد هذا فكان لهذا واد من إبل ولهذا واد من بقر ولهذا واد من غنم ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال رجل مسكين تقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرا أتبلغ عليه في سفري، فقال له إن الحقوق كثيرة، فقال له كأني أعرفك، ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيرا فأعطاك الله؟ فقال لقد ورثت لكابر عن كابر فقال إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت، وأتى الأقرع في صورته وهيئته فقال له مثل ما قال لهذا فرد عليه مثل ما رد عليه هذ،ا فقال إن كنت كاذبا صيرك الله إلى ما كنت، وأتى الأعمى في صورته فقال رجل مسكين وابن سبيل وتقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري فقال قد كنت أعمى فرد الله بصري وفقيرا فقد أغناني فخذ ما شئت فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخدته لله فقال أمسك مالك، فإنما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك.
والله أعلم.