السؤال
أحب أن أدعو دائماً وفي كل الأوقات لنفسي، ووالدي وأخواتي وإخواني وأزواجهم وزوجاتهم وزوجي وأبنائي وبناتي وبناتهم، وخالتي وخالي وعمي وعمتي وأمة المسلمين بأن يهدينا الله ويجلعنا من أهل الصلاة والقرآن وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، مع عدة أدعية وأن يرحم أجدادي وجداتي....وأموات المسلمين ويجعل قبورهم روضة من رياض الجنة ويرهقني تعدد كل من أريد هدايتهم من أهل وقت الدعاء، وخاصة أنهم بعيدون جداً عن الهداية لدرجة أنني داخل نفسي أتمنى موت أحد أبنائي على أن يموت أحدهم وهم على فجور لعل وعسى أن يهديهم الله، وسؤالي: هل هناك طريقة أسهل للدعاء لهم بدون ذكر مثلاً: اللهم اهد أمي وأبي وإخواني وأخواتي ....إلخ؟ لأنني أجد هذه الطريقة عبئاً وتأخذ وقتاً، خاصة أنني أدعو لهم كثيراً، وأخاف أن أنسى أحداً منهم، وإن كان هنالك دعاء يشملهم كلهم، فهل ينتقص أحد من دعوتي له بالخير؟ لأنني صدقاً لا شيء لدي لأنقذهم سوى الدعاء لهم، فساعدوني بارك الله فيكم بكيفية الدعاء لهم، وما هي أفضل الأدعية لهدايتهم؟ قبل أن يموتوا وهم على سوء الحال، وهل دعائي لوالدي يكون من باب بر الوالدين؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكر السائلة الكريمة على الحرص على هداية أهلها وأقاربها ونقول لها: إن في دعاء المسلم لنفسه ولوالديه وأقاربه وجميع المسلمين خيرا كثيرا وفضلا عظيما، وفيه بر للوالدين وطاعة لله تعالى حيث أمر بذلك في محكم كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وبإمكانك أن تختصري الدعاء المذكور وتدعي بالهداية لوالديك وأقاربك وجميع المسلمين فقط فتقولي مثلا: اللهم اهد والدي وأقاربي وارحم الأموات منهم، أو تقولي: اللهم اغفر لي ولوالدي ولأقاربي ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، أو تقولي: اللهم اغفر لي ولوالدي ولوالديهم ولمن ولدوا ولجميع المسلمين، فكل واحد من هذه الأدعية يجمع لك كل من ذكرت في دعائك وزيادة، وقد علمنا الله تعالى في محكم كتابه وعلى لسان أنبيائه أن نقول: رب اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين ـ فيدخل في ذلك كل مسلم من الأقارب وغيرهم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة. رواه الطبراني وحسنه الألباني في الجامع.
وانظري الفتوى: 71274، وما أحيل عليه فيها.
هذا، وننبهك إلى أنك إذا بذلت أسباب الهداية لأقاربك فقد برئت ذمتك وأديت الذي عليك فاتركي الأمر لله تعالى فهو الذي بيده الهداية، وقد قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {القصص:56}.
فلا داعي للحزن والقلق وتمني موت الأبناء في مقابل هدايتهم.. فهذا لا يغير شيئا، ولكن استمري في دعوتهم والدعاء لهم، ولا تيأسي، فإن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 70101، في دعوة الأم على أولادها.
والله أعلم.