السؤال
عندي أربعة إخوان يشربون الخمر عندما تنصحهم يتضايقون ويتعصبون ويزدادون في شرب الخمر وعاهدت نفسي أن لا أكلم واحداً منهم إلا في حالة واحدة وهي أن يتركوا الخمر فما حكم ذلك؟
عندي أربعة إخوان يشربون الخمر عندما تنصحهم يتضايقون ويتعصبون ويزدادون في شرب الخمر وعاهدت نفسي أن لا أكلم واحداً منهم إلا في حالة واحدة وهي أن يتركوا الخمر فما حكم ذلك؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن شرب الخمر من كبائر الذنوب، بل إن الخمر هي أم الخبائث، لذلك حرمها الله تعالى في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم لما يترتب عليها من كثير من الشرور، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [المائدة:90].
وقد روى أبو داود والحاكم بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لعن الله الخمر، وشاربها، وساقيها، وبائعها، ومبتاعها، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه، وآكل ثمنها".
وقيامك بواجب النصيحة لإخوانك قيام بأمر هو من فرائض الله تعالى، ومن أهم القربات، فقد ثبت في صحيح مسلم عن تميم بن أوس الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدين النصيحة. ثلاثاً، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم" وعليك بالاستمرار في النصح لهم، والدعاء لهم بالهداية.
أما الهجر وعدم الكلام فله ضوابط شرعية لا بد أن تراعى، ومن هذه الضوابط:
1/ ألا يلجأ المسلم إليه إلا إذا غلب على الظن عدم جدوى النصح، وخشي الإنسان على نفسه من المخالطة.
2/ أو غلب على الظن أن الهجر قد يزجر المهجور، ويردعه عن فعل المعصية، أما إذا غلب على الظن أن يكون الهجر سبباً في التمادي والمعصية فلا يهجر.
ومن هنا، فقد ثبت الهجر عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحوال معينة، كما في هجره لكعب بن مالك وصاحبيه رضي الله عنهم وقصتهم في الصحيحين، وهنالك من أصحاب المعاصي من لم يهجرهم، كما ثبت في صحيح البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلاً كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله، وكان يلقب حماراً، وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب، فأتي به يوماً فأمر به فجلد، فقال رجل من القوم: اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتى به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تلعنوه، فوالله ما علمت أنه يحب الله ورسوله".
إذن فلتواصل النصح، ولتقدر الأمور، وفقاً لما تقدم من تفصيل.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني