السؤال
لماذا لا يصلى على الميت داخل المسجد؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالصلاة على الجنازة في المسجد محل خلاف بين العلماء، منهم من أجازها بلا كراهة، ومنهم من كرهها، فالشافعي وأحمد وإسحاق يصححون الصلاة على الجنازة في المسجد بلا كراهة، مستدلين بما رواه مسلم وغيره أن عائشة رضي الله عنها أمرت أن يمر بجنازة سعد بن أبي وقاص في المسجد فتصلي عليه، فأنكر الناس ذلك عليها، فقالت: ما أسرع ما نسي الناس! ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سهيل بن بيضاء إلاّ في جوف المسجد.
وذهب أبو حنيفة ومالك في المشهور عنه إلى كراهة الصلاة على الجنازة في المسجد، مستدلين بما رواه أبو داود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى على جنازة في المسجد، فلا شيء له".
وهذا الحديث قد رد عليه الأولون بجملة ردود منها:
أولاً: أن الحديث ضعيف، قاله الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.
ثانياً: أن الوارد في النسخ المشهورة المسموعة من سنن أبي داود قوله: "فلا شيء عليه" بدل فلا شيء له.
ثالثاً: أنه -على رواية لا شيء له- محمول على نقص الأجر في حق من صلى على الجنازة في المسجد، ورجع ولم يشيعها إلى المقبرة، فقد فاته أجر كثير ظفر به من شيعها وحضر دفنها.
وبعد هذا نقول: الراجح من أقوال أهل العلم جواز الصلاة على الجنازة في المسجد اقتداء بفعل النبي صلى الله عليه وسلم، وعدم صحة المعارض لذلك.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني