الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل في البرامج التلفزيونية التي تتناول أعراض الناس

السؤال

ما هو جزاء مقدمي البرامج التليفزيونية والذين يحرصون على تناول سيرة الناس بالسوء والخوض في الأعراض، وما هو حُكم العمل بهذه البرامج و مشاهدتها؟
وجزاكم الله كل خير

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالاصل انه يحرم الخوض في أعراض المسلمين وتتبع عوراتهم والتنقيب عن مساوئهم إن لم يكن في ذلك مصلحة شرعية راجحة ، ومن الجزاء الخطير في ذلك ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم. رواه أبو داود . وقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر من قد أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته، يفضحه ولو في جوف رحله. رواه الترمذي وغيره، وقال الألباني: حسن صحيح.

و قال النبي صلى الله عليه وسلم: .... الغيبة ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ فقال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته. والحديث متفق عليه. ومعنى بهته أي قلت فيه البهتان والكذب.

والأحاديث في ذم الغيبة والتنفير منها كثيرة.
وعلى المسلم أن يجتنب سماع اللغو والكلام المحرم من الحديث في أعراض المسلمين ونحو ذلك .

وليس من الغيبة المحرمة فضح ظلم الظلمة وتحذير الناس من شرهم لما في ذلك من المصلحة الشرعية . وقد تقدمت أجوبة فيها ذكر الحالات التي تجوز فيها الغيبة، فراجع مثلاً الفتاوى التالية أرقامها: 17373، 31883،95966، 17592.

واما العمل بالبرامج الإعلامية فهو مشروع اذا التزم القائمون عليها بالضوابط الشرعية، وقد بينا أكثر تلك الضوابط في الفتوى رقم: 13560.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني